أمضى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ليلته الأخيرة في البيت الأبيض في العمل على إصدار مجموعة من قرارات العفو الرئاسي، وتوقيع الأوراق النهائية قبل منتصف الليل بقليل، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مقرب من الإدارة السابقة.
وأضافت الشبكة، في تقرير الأربعاء، أن ابنة الرئيس السابق "إيفانكا" ظلت معه حتى العاشرة من مساء الثلاثاء، ولكنها غادرت لإجراء مكالمات هاتفية مع بعض الأشخاص الصادر بحقهم عفو رئاسي، مشيرة إلى أن إيفانكا ترمب "تدخلت في الأيام الأخيرة بشكل كبير في قرارات العفو الخاصة بالعدالة الجنائية عن مرتكبي الجرائم غير العنيفة".
وأصدر ترمب عفواً عن عدد من الأشخاص، من بينهم مستشاره السابق ستيف بانون، وقال بيان للبيت الأبيض إن "الرئيس دونالد ترمب أصدر عفواً عن 73 شخصاً، وخفف الأحكام الصادرة بحق 70 آخرين".
وتضمن البيان لائحة بأسماء من شملهم قرار العفو الرئاسي المتوقع، وفقاً لتقارير إعلامية على مدى اليومين السابقين، مع اختلافات بسيطة، أبرزها عدم إصدار ترمب قراراً بالعفو عن نفسه وأفراد أسرته ومحاميه رودي جولياني.
منع الترحيل
وإلى جانب قرارات العفو، قرر ترمب حماية عشرات الآلاف من المهاجرين الفنزويليين بمنع ترحيلهم من الولايات المتحدة، مكافئاً أولئك الفارين من بلادهم، والذين كانوا من أكثر مؤيديه ولاءً.
ووقّع ترمب أمراً تنفيذياً يؤجّل لـ18 شهراً إبعاد أكثر من 145 ألف فنزويلي كانوا معرّضين لخطر إعادتهم إلى بلدهم. وأشار ترمب إلى أن "الوضع المتردي" في بلادهم كان أساساً لقراره.
كما أصدر الرئيس السابق في ساعاته الأخيرة عدداً من القررات، بما في ذلك إعفاء الإمارات من رسوم واردات الألمنيوم الجمركية التي تبلغ 10%، وإلغاء أمر تنفيذي كان يمنع مسؤولي الإدارة الفيدرالية من "ممارسة الضغط على الحكومة أو العمل في دول أجنبية بعد ترك مناصبهم".
مشاعر متباينة
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادرها أن موظفي البيت الأبيض "كانت لديهم مشاعر متناقضة مع مغادرة عائلة ترمب الأربعاء، بينما نقلت عن مصدر آخر قوله إنه "شعر بالراحة للتخلص من ضغوط الرئاسة".
وقبل انتهاء ولايته بساعات، غادر ترمب البيت الأبيض، في مروحية عسكرية، إلى قاعدة سان أندروز، قبل أن يتجه منها إلى مقر إقامته في فلوريدا، مع زوجته ميلانيا. وأطلقت المدفعية طلقات عدة لوداعه، كما عُزفت الألحان العسكرية، حيث وقف ترمب أمام عدد من أنصاره الذين تجمعوا لوداعه هناك.
وفي مؤتمره الصحافي الأخير كرئيس للولايات المتحدة، وعد ترمب أنصاره بـ"العودة، بطريقة أو بأخرى"، معرباً عن فخره بـ"75 مليون شخص صوتوا لنا، وهذا رقم قياسي في تاريخ الولايات المتحدة.. سأحارب دائماً من أجلكم دائماً".
وقال ترمب: "أشكركم جميعاً، كانت 4 سنوات رائعة أنجزنا خلالها الكثير"، مضيفاً أن "ما قمنا به كان فعلاً رائعاً على جميع المستويات".
منتجع "مار الاغو"
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه قد حان الوقت أخيراً لكي يجد ترمب في منتجع "مار الاغو"، في فلوريدا مكاناً دائماً لجهاز محاكاة الغولف الذي يبلغ حجمه حجم غرفة بأكملها، كما تبلغ قيمته 5 آلاف دولار، والتلفزيون الضخم الذي يبلغ مقاسه 60 بوصة، والذي كان يعتز به الرئيس السابق ويضعه فوق طاولة غرفة الطعام، فضلاً عن مجموعته من بدلات "بريوني"، وحقائب دار أزياء "لوي فويتون" الخاصة بالسيدة الأولى السابقة التي كانت تتنقل بها حول العالم.
لكن حتى بعد وصوله إلى فلوريدا، استمر ترمب في ممارسة صلاحياته، إذ أصدر قراراً بالعفو عن تاجر العقارات وشريكه السابق ألبرت بيرو، قبل دقائق فقط من تنصيب جو بايدن.
وأدى بايدن، الأربعاء، اليمين في حفل حضره عدد من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، فيما غاب ترمب.
وقال جو بايدن، بعد أدائه اليمين وتنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، إن إرادة الشعب انتصرت، معتبراً أن مراسم التنصيب احتفال بالديمقراطية الأميركية.
ودعا بايدن إلى بداية جديدة بعد فترة من المرارة والانقسام الحاد، مؤكداً على ضرورة "إنهاء هذه الحرب غير المتحضرة"، وأنه "سيسخّر روحه لتجميع شتات أمريكا وتوحيد هذا البلد".
اقرأ أيضاً: