دبي - الشرق
شهدت الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض، الثلاثاء، مرة أخرى حدث سلام تاريخياً، إذ وقعت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين اتفاقين للسلام مع إسرائيل برعاية أميركية، في خطوة تعول عليها واشنطن لإحلال السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
ويبدو أن اختيار الحديقة من أجل التوقيع على اتفاق بهذه الأهمية لم يكن اعتباطياً، إذ إنها احتضنت على مر عقود أبرز اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية التي أسهمت واشنطن في رعايتها وإبرامها.
معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية
كانت الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض محط أنظار العالم يوم 26 مارس 1979، حين جلس الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن على طاولة السلام، يتوسطهما الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.
شهدت الحديقة في ذلك اليوم توقيع مصر وإسرائيل معاهدة سلام برعاية أميركية، وهي المعاهدة التي أنهت حالة حرب بينهما استمرت لثلاثة عقود.
تلك المعاهدة، كانت الأولى من نوعها التي تبرمها دولة عربية مع إسرائيل. وشملت محاورها الرئيسية إنهاء حالة الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء التي احتلتها بالقوة العسكرية في عام 1967، فضلاً عن إقامة علاقات ودية بين البلدين.
كما تضمنت المعاهدة السماح للسفن الإسرائيلية باستخدام قناة السويس، وبدء مفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى اعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية.
مصافحة تاريخية
الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض شهدت، في 13 سبتمبر 1993، توقيع إسرائيل و"منظمة التحرير الفلسطينية" على اتفاقيات حول الحكم الذاتي الفلسطيني، بعد ستة أشهر من مفاوضات سرية في أوسلو.
وتم اختتام حفل التوقيع بـ مصافحة تاريخية بين ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، يتوسطهما الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي رعى الاتفاق.
"فيلق السلام"
بعيداً من الاتفاقات العربية الإسرائيلية، شهدت الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في 9 أغسطس عام 1962، لحظة تاريخية أخرى، حين احتضنت استقبال الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي متطوعي أول فيلق للسلام.
وكان كنيدي اقترح فكرة ما يسمى "فيالق السلام" للمرة الأولى في خطاب ألقاه في جامعة ميتشيغان في 1960، حين تحدى الطلاب لمنح سنتين من حياتهم لمساعدة الناس في بلدان العالم النامية.
وكان كنيدي في ذلك الوقت عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي ويقوم بحملة انتخابية للرئاسة. وعقب انتخابه للرئاسة، وقع كينيدي أمراً تنفيذياً تأسست بموجبه "فيالق السلام".
المكان المفضل لترمب
وتبقى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض أحد الأماكن التي يفضلها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب، إذ تعتبر من المرافق القليلة في البيت الأبيض التي قد تستوعب ضيوفاً يفوق عددهم ألف شخص.
وفي أغسطس المنصرم، أثار ترمب الجدل في الولايات المتحدة، عندما اختار إقامة حفل قبول ترشيح الحزب الجمهوري لولاية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قرار ترمب جاء مخالفاً للتقاليد، بالنظر لكون كل الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأميركية يعقدون المؤتمرات والأحداث الخاصة بالحزب خارج مرافق البيت الأبيض، الذي تموّله أموال دافعي الضرائب.
