إثيوبيا توجه اتهامات بالإرهاب لـ23 معارضاً بارزاً

time reading iconدقائق القراءة - 7
محتجون من قومية أورومو الإثيوبية في مسيرة من أجل العدالة بعد وفاة هاشالو هونديسا، 8 يوليو 2020 - AFP
محتجون من قومية أورومو الإثيوبية في مسيرة من أجل العدالة بعد وفاة هاشالو هونديسا، 8 يوليو 2020 - AFP
أديس أبابا-رويترز

وجّه النائب العام في إثيوبيا، السبت، تهماً بالإرهاب لقادة في المعارضة، بينهم الإعلامي والسياسي المعارض جوهر محمد، وبيكلي جبرا زعيم معارضة الأورومو، وكذلك قيادي في شبكة إعلام الأورومو، وآخرون.

وجوهر هو مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية، وعضو في حزب مؤتمر أورومو الاتحادي، وألقي القبض عليه أواخر يونيو الماضي، وسط اضطرابات واسعة النطاق أعقبت اغتيال هاشالو هونديسا، وهو مغنٍّ ذائع الصيت من الأورومو.

وفجّر اغتيال المغني هونديسا، الذي ركزت أغانيه على حقوق عرقية الأورومو، احتجاجات في العاصمة أديس أبابا امتدت إلى منطقة أوروميا المحيطة، وأسفرت عن مقتل 178 شخصاً على الأقل.

وقال مكتب النائب العام في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: إن جوهر و22 ناشطاً آخرين، من بينهم بيكيلي جاربا، يواجهون اتهامات تتعلق بانتهاك قوانين مكافحة الإرهاب والاتصالات والأسلحة النارية.

ومن المقرر أن يمثل المتهمون، يوم الاثنين، أمام المحكمة العليا وسط العاصمة أديس أبابا، للرد على الاتهامات الموجهة إليهم، حسبما جاء في بيان النائب العام.

وكان جوهر حليفاً لرئيس الوزراء آبي أحمد، ولعب دوراً مهماً في احتجاجات الأورومو التي جاءت به إلى السلطة عام 2018، لكنه أصبح من منتقدي رئيس الوزراء، واتهمه بعدم حماية مصالح الأورومو.

ولقي 9 أشخاص على الأقل حتفهم في منطقة أوروميا بعد اشتباكات بين قوات الأمن الإثيوبية ومحتجين يطالبون بالإفراج عن السياسيين المحتجزين من أبناء عرق الأورومو.

وتسلط الاضطرابات في منطقة أوروميا الضوء على التحديات التي تواجه آبي قبل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس، لكنها تأجلت بسبب أزمة فيروس كورونا.

احتجاجات الأورومو

وتتركز الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا، ويشكلون نحو 34% من عدد السكان البالغ نحو 103 ملايين نسمة، وهم يتحدثون اللغة الأورومية، ويعملون بالزراعة والرعي.

ولدى الأورومو تقويمهم الخاص المبني على ملاحظات فلكية. أما التراتبية الخاصة بنظامهم الاجتماعي، المعروف باسم غادا، فتعطي أهمية كبيرة لعامل السن، فعلى رأس الهرم يوجد الأكبر سناً الذين يُنظر إليهم باعتبارهم الأكثر حكمة، ولذلك تتم استشارتهم في أوقات الحروب والزواج.

وتشكو عرقية الأورومو من التهميش منذ زمن بعيد، وبدأت احتجاجاتهم عام 2016 لتشكل ضغطاً على الحكومة الإثيوبية، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى استبدال الائتلاف الحاكم، رئيس الوزراء وقتها، هايلي ماريام ديسالين، واختير آبي أحمد للمنصب في 2018.

اغتيال هونديسا

وبرزت خلال موجة احتجاجات الأورومو أغاني هاشالو هونديسا، التي ركزت على حقوق الأورومو، وينظر إليه كثير من أبنائها على أنه بطل لقوميتهم. وفي الـ29 من يونيو 2020، لقي هونديسا حتفه بالرصاص، وهو ما أثار القلاقل العرقية في البلاد والعديد من الاضطرابات.

وقُبض على أكثر من 9 آلاف شخص في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت بعد اغتيال هونديسا في أديس أبابا، ونقلت وكالة فرنس برس، عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مخاوفها من "سلوك أجهزة التحقيق الإثيوبية، التي لم تتخلَّ عن الممارسات السابقة المتمثلة في الاعتقال أولاً ثم التحقيق".

وكانت المدعية العامة الإثيوبية، أبيبيش أبيبي قالت في بيان بثه التلفزيون الحكومي، في يوليو الماضي: إن "رجلين اعترفا بقتل هونديسا، وإن عملية الاغتيال كانت تهدف إلى إسقاط رئيس الحكومة آبي أحمد، وافتكاك السلطة بالقوة"، من دون إضافة تفاصيل. 

وأضافت أبيبي، أنه "إضافة إلى الرجلين الذين اعترفا بالجريمة، حُددت هوية مشتبه فيه ثالث فار، وإن أحد القتلة أكد أن أعضاء جماعة مسلحة متمردة مرتبطة بجبهة تحرير أورومو يقفون وراء محاولة الانقلاب على آبي"، ولكن الجبهة نفت أي علاقة بجماعات عسكرية متمردة.