
أعلنت وزارة الطاقة القبرصية، الاثنين، أن التوقيع على اتفاقية منتدى غاز شرق المتوسط افتراضياً والتي "تشكل مبادرة مهمة للغاية من جانب مصر"، سيتم الثلاثاء، في وقت يستمر التوتر في شرقي المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص، في شأن التنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها.
وتسعى الدول المشاركة في الاتفاق، وهي: قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية، إلى تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة دولية، وسط رفض من أنقرة، التي تتهم المنتدى بـ"معاداتها".
"مبادرة مصرية مهمة"
ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن بيان صحافي لوزارة الطاقة قوله الاثنين إن "غداً الثلاثاء سيشهد توقيع اتفاقية منتدى غاز شرق المتوسط".
وأضاف البيان أن توقيع الاتفاقية سيجري افتراضياً في قصر الرئاسة في الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي، وستمثل وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية ناتاشا بيليدس بلادها.
وتابع أن الاتفاقية "تشكل مبادرة مهمة للغاية من جانب مصر، إذ تستفيد إلى أقصى حد من العلاقات والتعاون الممتاز بين دول شرق المتوسط، من أجل إيجاد طرق لتطوير الثروة الطبيعية في المنطقة بأفضل طريقة ممكنة، وخاصة الغاز الطبيعي".
مخاوف تركية
ويثير تكتل منتدى غاز شرق المتوسط، الذي تأسس في عام 2019 بالقاهرة، مخاوف تركية من العزلة في منطقة شرق المتوسط، وسط صراعات مستمرة على الحدود البحرية.
وتحوّل غياب حدود بحرية متفق عليها بين تركيا واليونان، أو تركيا وقبرص، إلى مشكلة أكبر بكثير مع اكتشاف احتياطيات المواد الهيدروكربونية في شرق المتوسط.
ووصف المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي منتدى غاز شرق المتوسط في يناير الماضي بأنه "تكتل معادٍ لأنقرة"، معتبراً تحويله إلى منظمة دولية، "أمراً بعيداً عن الواقع"، وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية الرسمية.
وقال أقصوي، في بيان، إن "إنشاء المنتدى الذي اجتمع أعضاؤه في القاهرة للتوقيع على ميثاق لتحويل المنتدى إلى منظمة دولية، جاء بدوافع سياسية لإخراج تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط"، مضيفاً "أنه لو كان الهدف الحقيقي من المنتدى هو التعاون، لتمت دعوة كلّ من تركيا وجمهورية شمال قبرص إليه"، والتي لا تعترف بها إلا أنقرة.
اتفاق على وقع التوتر
ويأتي التوقيع على اتفاق منتدى غاز شرق المتوسط، وسط توتر مستمر في شرق المتوسط، بعد أن أرسلت تركيا سفينة للتنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها الشهر الماضي، وسط اعتراض من اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث الرئاسي التركي، الأحد، إن تركيا واليونان قد تستأنفان محادثات بشأن الوضع في شرق البحر المتوسط "في وقت قريب"، لافتاً إلى أن تهديد زعماء الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات "لن يجدي نفعاً".
اليونان بصدد استئناف المحادثات
وفي الإطار، قال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية اليوم الاثنين، إن بلاده بصدد استئناف محادثات مع تركيا بشأن المناطق البحرية.
وأضاف للصحافيين: "نحن على وشك استئناف المحادثات الاستكشافية لكن الموعد المحدد لذلك يعتمد على كلا الطرفين.. اليونان وتركيا. المشاعر طيبة".
وكانت مناقشات سابقة بين أثينا وأنقرة على ترسيم حدود المناطق البحرية، انهارت في 2016. وقالت وسائل إعلام يونانية، إن المحادثات الاستكشافية قد تبدأ في وقت قريب ربما هذا الأسبوع.