الملك سلمان: المملكة لن تتردد في الدفاع عن نفسها.. ولن نتخلى عن شعب اليمن

time reading iconدقائق القراءة - 6
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - وكالة الأنباء السعودية "واس"
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - وكالة الأنباء السعودية "واس"
دبي-الشرق

قال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إن "المملكة مدت يدها لإيران بالسلام على مدى العقود الماضية لكن دون جدوى".

وأضاف العاهل السعودي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إيران استغلت الاتفاق النووي لتكثيف أنشطتها التوسعية، وتأسيس شبكاتها الإرهابية، وعدم إنتاج شيء سوى الفوضى والتطرف والطائفية.

وتطرق الملك سلمان إلى سعي طهران لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ودعا "لمنع إيران من الحصول على أسلحة دمار شامل، ووقف برنامجها للصواريخ الباليستية وتدخلها في شؤون الدول الأخرى".

وأشار إلى الدور الإيراني في أزمة اليمن، مؤكداً أن المملكة لن تتردد في الدفاع عن نفسها، ولن تتخلى عن شعب اليمن، إلى أن يستقل عن الهيمنة الإيرانية.

وقال العاهل السعودي: "أتحدث إليكم اليوم من أرض الرسالة، مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، موجهاً إليكم رسالة نستند فيها إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وثقافتنا العربية، وقيمنا الإنسانية المشتركة، ندعو فيها إلى التعايش والسلام والاعتدال، والتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية الاستثنائية المشتركة، التي تواجه عالمنا."

مواجهة كورونا

وأشار العاهل السعودي إلى أن العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً، يتمثل في جائحة كورونا وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية، التي أظهرت الحاجة الملحة إلى التكاتف لمواجهة التحديات المشتركة للإنسانية.

وأوضح أن المملكة بوصفها رئيساً لمجموعة دول العشرين، قامت بتنسيق الجهود الدولية من خلال عقد قمة في شهر مارس الماضي على مستوى القادة، لتنسيق الجهود العالمية لمكافحة الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، حيث أعلنت المملكة خلال القمة تقديم مبلغ 500 مليون دولار لدعم جهود مكافحة الجائحة، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة.

التدخلات الإيرانية 

وقال العاهل السعودي، خلال كلمته الموجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، "لقد مدت المملكة أياديها للسلام مع إيران وتعاملت معها خلال العقود الماضية بإيجابية وانفتاح، واستقبلت رؤساءها عدة مرات، لبحث السبل الكفيلة لبناء علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، ورحبت بالجهود الدولية لمعالجة برنامج إيران النووي، ولكن مرة بعد أخرى رأى العالم أجمع استغلال النظام الإيراني لهذه الجهود في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية.

وأضاف: "واستمراراً لذلك النهج العدواني، قام النظام الإيراني العام الماضي باستهداف المنشآت النفطية في المملكة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، واعتداء على الأمن والسلم الدوليين، وبشكل يؤكد أن هذا النظام لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي وأمن إمدادات النفط للأسواق العالمية، كما يستمر عبر أدواته في استهداف المملكة بالصواريخ البالستية التي تجاوز عددها 300 صاروخ وأكثر من 400 طائرة بدون طيار".

وأكد العاهل السعودي أن "المملكة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني، ولن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية".

مكافحة التطرف

وقال العاهل السعودي: "يشكل الإرهاب والفكر المتطرف تحدياً رئيسياً يواجههُ العالم بأسره، وقد نجحنا معاً خلال الأعوام القليلة الماضية في تحقيق نجاحات مهمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك دحر سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في العراق وسوريا، من خلال جهود التحالف الدولي، كما نجحت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في توجيه ضربات مهمة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن".

وتابع: "إن تحقيق النجاح في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف يتطلب تكثيف جهودنا المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف". 

وأشار العاهل السعودي إلى إن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، تجد بيئة خصبة للظهور والانتشار في الدول التي تشهد انقسامات طائفية، وضعفاً وانهياراً في مؤسسات الدول.

السلام خيار استراتيجي

وتناول العاهل السعودي، في خطابه، قضايا الشرق الأوسط، وأكد أن "السلام في الشرق الأوسط هو خيارنا الاستراتيجي، وواجبنا أن لا ندخر جهداً للعمل معاً نحو تحقيق مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والازدهار والتعايش بين شعوب المنطقة كافة.

وأضاف: "نتابع بقلق التطورات في ليبيا، ندعو جميع الأشقاء الليبيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، والوقوف صفاً واحداً للحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها، فإننا ندين التدخلات الأجنبية في ليبيا. كما نؤيد الحل السلمي في سوريا وخروج المليشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري".

وأعلن العاهل السعودي دعم بلاده لشعب لبنان بعد أزمة انفجار المرفأ، وقال: "نقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق الذي تعرض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت"، منتقداً  ما وصفه بـ"هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية".