شهدت عاصمة إقليم تيغراي بإثيوبيا، ميكيلي، الجمعة، عرضاً لآلاف الجنود الإثيوبيين الأسرى وهم يمشون وسط حشود تحتفل بانتصار قوات تيغراي، وطرد القوات الحكومية من المدينة.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت الاثنين، وقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو ما رفضته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ووصفته بـ"المزحة". وأفادت تقارير باستمرار الاشتباكات في بعض المناطق، مع تزايد الضغط الدولي على جميع الأطراف.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه خلال العرض في ميكيلي كان بعض الجنود الأسرى على نقالات، والبعض الآخر يضع ضمادات ملطخة بالدماء، بينما تم اقتيادهم إلى سجن كبير على الحافة الشمالية للمدينة.
ووفقاً لقوات تيغراي، فقد سار أكثر من 7 آلاف جندي إثيوبي أسير، لما يقارب 75 كيلومتراً جنوب غربي مكيلي، لمدة 4 أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهزيمة السريعة للقوات الإثيوبية، أظهرت انعكاساً كبيراً للحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح ما يقرب من مليوني شخص في المنطقة، وانتشار الجوع وتقارير عن تعرض المدنيين لفظائع وعنف.
ولفتت إلى أن موكب الأسرى كان توبيخاً واضحاً لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي أعلن في خطاب ألقاه الثلاثاء في العاصمة أديس أبابا، أن التقارير عن هزيمة قواته كانت "كذبة". وأصر على أنه أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد لأسباب إنسانية.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الحكومة الإثيوبية "يجب أن تظهر الآن أنها تنوي بصدق استغلال وقف إطلاق النار للتصدي للكارثة الإنسانية"، محذرة من أن رفض دخول المساعدات "سيكون بمثابة حصار".
وقال تاي أتسكي سيلاسي أمدي، سفير إثيوبيا بالأمم المتحدة، في تصريح للصحافيين عقب كلمته بالمجلس، إن غرض وقف إطلاق النار "ليس فرض حصار، ولكن إنقاذ الأرواح".
وتساءل أمدي عن الحاجة لعقد جلسة علنية بمجلس الأمن، وأبلغ المجلس أن "وقف إطلاق النار قد أعلن، لتحسين سبل دخول المساعدات"، وأنه "كان ينبغي أن يشجع أصدقاؤنا على تقديم الدعم وخفض التصعيد".
وأضاف أن الحكومة "تأمل في أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إجراء حوار".
وحثت السفيرة الأميركية أطراف الصراع على "انتهاز الفرصة"، محذرةً من أن الفشل قد يفضي إلى عواقب كارثية على إثيوبيا والقرن الإفريقي.
وقالت روزماري ديكارلو، مسؤولة الشؤون السياسية وصنع السلام بالأمم المتحدة، إن القوات الإريترية انسحبت إلى مواقع متاخمة للحدود، وإن قوات من إقليم أمهرة لا تزال في مناطق بغرب تيغراي استولت عليها.
وأضافت متحدثة أمام مجلس الأمن: "بإيجاز، هناك احتمال بوقوع مزيد من المواجهات، وتدهور الوضع الأمني سريعاً، وهو أمر مقلق للغاية".
وحثت ديكارلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على قبول وقف إطلاق النار "فوراً وبشكل كامل"، كما حثت القوات الإريترية على الانسحاب التام.
خطر المجاعة
وحذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلسَ الأمن، الجمعة، من أن أكثر من 400 ألف في إقليم تيغراي الإثيوبي يعانون المجاعة حالياً، ومن احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات في المنطقة، رغم إعلان الحكومة الاتحادية وقف إطلاق النار من جانب واحد، والذي اعتبر انتصاراً كبيراً لقوات الإقليم.
وبعد 6 مناقشات سريّة، عقد المجلس أول اجتماع علني له منذ بدء القتال في نوفمبر الماضي بين الحكومة الإثيوبية المدعومة بقوات إريترية، ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم سابقاً.
وقال راميش راجاسينغام، القائم بأعمال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، للمجلس إن الوضع الإنساني في تيغراي "تدهور بشكل حاد" في الأسابيع القليلة الماضية، حيث زاد عدد الذين يعانون من المجاعة حالياً بنحو 50 ألفاً.
وأضاف: "تشير التقديرات إلى أن أكثر من 400 ألف شخص يعانون المجاعة، و1.8 مليون آخرين على حافة المجاعة. يشير البعض إلى أن الأعداد أكبر من ذلك. يعاني 33 ألف طفل من سوء التغذية الحاد".
اقرأ أيضاً: