
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، موافقة السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه "خلال أشهر قليلة سينضم الجميع إلى هذا الاتفاق"، بحسب تعبيره.
وفي تغريدة له على تويتر، وصف الرئيس الأميركي ترمب إعلان الاتفاق بين السودان وإسرائيل بأنه "نصر عظيم" للولايات المتحدة وللسلام في العالم، مشيراً إلى أن هناك دولاً عربية أخرى ستنضم إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الإمارات والبحرين وأخيراً السودان.
وأشار بيان مشترك من الدول الثلاث (الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل)، إلى أنه تم الاتفاق على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة.
ووأوضح البيان المشترك أن أميركا ستتخذ خطوات لاستعادة حصانة السودان السيادية، والعمل مع شركاء دوليين لتخفيف أعباء ديون السودان، "بما في ذلك الدفع باتجاه الإعفاء من الديون، بما يتفق مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون".
الاندماج في المجتمع الدولي
وجاء في البيان أن اتفاق الشراكة مع السودان يضمن "اندماج هذا البلد في المجتمع الدولي"، "بعدما أظهرته الحكومة الانتقالية من شجاعة والتزام بمكافحة الإرهاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية، عقب عقود في ظل الديكتاتورية".
وعبرت الولايات المتحدة وإسرائيل، حسبما ورد في البيان المشترك، عن التزامهما بالعمل مع شركائهما لدعم الشعب السوداني "في تعزيز ديمقراطيته، وتحسين الأمن الغذائي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من الإمكانات الاقتصادية".
واعتبر البيان أن هذه الخطوة "ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وإفريقيا".
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "دائرة السلام ستتسع في المرحلة المقبلة"، وأن هذا يمثل "عهداً جديداً" في المنطقة.
وشكر نتنياهو الرئيس الأميركي ترمب على توسطه في الاتفاق، معلناً أن وفوداً إسرائيلية وسودانية ستلتقي قريباً لمناقشة التعاون التجاري والزراعي.
رفضٌ فلسطيني
وقال ترمب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إنه يتوقع انضمام دول كثيرة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة إلى مبادرة السلام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف ترمب عقب الإعلان عن موافقة السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات أن "الجميع سينضم لهذا الاتفاق خلال أشهر قليلة"، مشيراً إلى أن هناك 5 دول أخرى على الأقل تريد الانضمام لاتفاق سلام مع إسرائيل.
وأكد ترمب أن الفلسطينيين "يريدون أن يفعلوا شيئاً"، فيما شدد كبير مستشاري ترمب جاريد كوشنر على أنه "واثق من حل الصراع مع الفلسطينيين أيضاً".
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، تطبيع العلاقات مع إسرائيل، معتبرة ذلك "مخالفة لقرارات القمم العربية، وكذلك لمبادرة السلام العربية المقرة من قبل القمم العربية والإسلامية، ومن قبل مجلس الأمن الدولي".
وأكدت الرئاسة في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنه "لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية"، مشددة على أن الطريق إلى السلام الشامل والعادل "يجب أن يقوم على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".
وقال البيان إن القيادة الفلسطينية "ستتخذ القرارات اللازمة لحماية مصالح وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة".
واستنكرت منظمة التحرير الفلسطينية، على لسان مسؤول فيها، اتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، قائلاً إن "انضمام السودان إلى المطبعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يشكل خروجاً عن مبادرة السلام العربية".
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاد دير قد أعلن أن السودان وافق على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، مضيفاً في تغريدة له على تويتر، نقلاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن هذا الاتفاق يعد خطوة جديدة رئيسية نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مختتماً "دولة أخرى تنضم إلى اتفاق أبراهام".
اتفاق أبراهام
وتأتي الخطوة عقب إخطار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الكونغرس بعزمه رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب رسمياً.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الإخطار جاء بعد أن حولت الحكومة السودانية، الخميس، 335 مليون دولار تعويضات لضحايا الإرهاب الأميركيين، تنفيذاً لاتفاقها الأخير مع واشنطن.
وأضاف البيت الأبيض أن "تحقيق العدالة للأميركيين مكن الرئيس ترمب من تحقيق ما لم يستطعه الرؤساء السابقون"، عبر حل ملف مطالبات ضحايا تفجيري السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، وتفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول".
يأتي الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل، بعد زيارة وفد أميركي يرافقه مفاوضون إسرائيليون إلى الخرطوم، الأربعاء، على متن طائرة إسرائيلية قادمة من تل أبيب، ناقش خلالها خطوات حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وملف التطبيع مع إسرائيل.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد التقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وكشفت أن مفاوضين إسرائيليين رافقوا الوفد الأميركي للتباحث مع الحكومة الانتقالية حول التطبيع مع إسرائيل.
وكشفت مصادر في الحكومة الانتقالية السودانية لـ"الشرق"، في وقت سابق، أن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك "وعد بتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال أسبوع".
وفي السياق ذاته، قالت المصادر إن "لقاء رباعياً يُعقد خلال الأسبوع المقبل، عبر خاصية "الفيديو كونفرانس"، سيجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك".