اغتيل رئيس هايتي جوفينيل مويز، الأربعاء، في منزله، وأصيبت زوجته بجروح، بحسب ما حسبما أعلن رئيس الوزراء الانتقالي كلود جوزيف، الذي تولى قيادة البلاد، داعياً المواطنين إلى الحفاظ على هدوئهم في بلد يشهد مواجهات بين عصابات وأزمات سياسية.
وقال جوزيف إنه يتولى الآن مهام قيادة البلاد، مؤكداً أن الشرطة والجيش سيضمنان النظام، قبل أن يعلن حال الطوارئ.
ويأتي اغتيال رئيس هايتي، مويز، في منزله الثلاثاء، بعد أزمة سياسية هزّت بلاده في الشهور الأخيرة، وأثارت احتجاجات، مطالبة باستقالته.
الاضطرابات هي نتيجة لنزاع مرير بشأن شرعية مويز، إذ تعتبر المعارضة أن ولايته، البالغة 5 سنوات، كان يجب أن تنتهي في 7 فبراير 2021، أي بعد 5 سنوات على تنحّي سلفه، ميشال مارتيلي. لكن مويز يصرّ على أن ولايته لا تنتهي قبل سنة، إذ لم يتسلّم منصبه حتى 7 فبراير 2017.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن هذا التأخير لسنة، ناتج عن مزاعم بتزوير الانتخابات، التي أدت إلى إلغاء نتائج اقتراع نُظم في 2015، وإجراء انتخابات جديدة، فاز بها مويز، الذي واجه اتهامات متكررة بفساد، وموجات من احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة.
وكان يحكم عبر مراسيم، منذ العام الماضي، بعدما فشلت حكومته في تنظيم الانتخابات التشريعية، المقررة في أكتوبر 2019. وفي 7 فبراير، حين طالب خصومه بإنهاء ولايته، تحدث عن إحباط "انقلاب للإطاحة بحكومته واغتياله".
واعتُقل 23 شخصاً من مدبري الانقلاب المزعوم، بما في ذلك قاضي المحكمة العليا، إيفيكيل دابريسيل، الذي اختارته المعارضة "رئيساً مؤقتاً" مكان مويز. وبعد احتجاز دابريسيل، عيّنت المعارضة قاضياً آخر في المحكمة العليا، هو جوزيف ميسين جان لويس، رئيساً مؤقتاً.
من هو مويز؟
وُلد مويز في 26 يونيو 1968، في كنف عائلة من الطبقة المتوسطة، إذ كان والده تاجراً، ووالدته خياطة. درس العلوم السياسية في جامعة "كيسكيا"، بالعاصمة بورت أو برنس، وتزوج مارتين ماري إيتيان جوزيف، زميلته في الدراسة، في عام 1996.
في ذاك العام، غادر العاصمة وانتقل إلى بورت دو بي، بهدف تطوير المناطق الريفية، وحيث أنشأ أول أعماله، وهي مؤسسة JOMAR Auto Parts، التي لا تزال قائمة حتى الآن. كما أنشأ مزرعة موز مساحتها 10 هكتارات.
انتُخب مويز أميناً عاماً لغرفة التجارة والصناعة في هايتي، وساهم في تأسيس "شركة هايتي للطاقة"، التي تستخدم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما ساعد في إنشاء أول منطقة تجارة زراعية حرة في البلاد.
في عام 2015، اختار مارتيلي مويز مرشحاً للرئاسة، ممثلاً لحزبه. وخلال حملته، روّج مويز للزراعة البيولوجية البيئية، بوصفها محركاً اقتصادياً لهايتي، التي يشكّل سكان الريف أكثر من 50% من سكانها.
أعرب مويز عن دعمه للسياسات التي ينتهجها مارتيلي، بما في ذلك التعليم الشامل والرعاية الصحية، وإصلاح الطاقة، وسيادة القانون، وخلق فرص عمل مستدامة، وحماية البيئة، وتطوير هايتي بوصفها وجهة للسياحة البيئية الزراعية.
في الجولة الأولى من انتخابات 2015، نال مويز 32.8% من الأصوات، فخاض جولة ثانية ضد جود سيلستين، الذي حلّ ثانياً. لكن استطلاعاً للرأي أعدّته مؤسسة "هايتي سنتينل"، أظهر حصول مويز على 6% فقط من الأصوات، فاعتبر مراقبون النتائج مزوّرة، وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع، في احتجاجات عنيفة، أرغمت السلطات على إلغاء الجولة الثانية.
أدى مويز القسم الدستورية رئيساً، في فبراير 2017، بعدما أعلنت محكمة انتخابية، في يناير 2017، فوزه في انتخابات نُظمت في نوفمبر 2016، علماً بأنه لم يشغل منصباً سياسياً، قبل توليه الرئاسة.