بعد تسويتها بالأرض.. مخاوف من خطة إسرائيلية لتحويل رفح إلى مخيم ضخم للنازحين

الحصار الإسرائيلي يجعل العشب والسلاحف ضمن خيارات الفلسطينيين للبقاء أحياء

time reading iconدقائق القراءة - 6
نازحون فلسطينيون في مخيم بمدينة خان يونس جنوبي غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. 17 أبريل 2025 - REUTERS
نازحون فلسطينيون في مخيم بمدينة خان يونس جنوبي غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. 17 أبريل 2025 - REUTERS
القاهرة-رويترز

قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوِّي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما يخشون أن يكون جزءاً من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في مخيم ضخم على الأرض القاحلة.

وذكر سكان أن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع في رفح التي كان يقطنها سابقاً 300 ألف نسمة.

وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالاً، لـ"رويترز" عبر رسالة نصية: "الانفجارات ما  بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتاً في رفح، رفح انمسحت".

وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.

وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، عبر رسالة مماثلة: "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك، ويسكروا علينا زي القفص، أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".

واعتبرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان)، السبت، أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح، حيث سيتم نقل المدنيين، بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي "حماس" من دخولها، وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب "رويترز" للتعقيب.

"نأكل العشب والسلاحف"

ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 6 أسابيع.

واستأنفت إسرائيل حربها على القطاع، منتصف مارس الماضي، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي، وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها، والتي تشكل نحو 20% من مساحة القطاع.

وجاب بعض السكان الشوارع بحثاً عن الأعشاب التي تنمو طبيعياً على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيَّادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.

وقالت امرأة من مدينة غزة، لـ"رويترز"، طالبة عدم نشر اسمها: "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى، ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".

وأضافت: "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".

وتزعم إسرائيل، التي تفرض حصاراً مطبقاً على غزة منذ الثاني من مارس، أن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت 6 أسابيع، ومن ثم فإنها لا ترى أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء، أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو "حماس".

اقرأ أيضاً

محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة

تواجه إسرائيل اتهامات بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك عندما تعرض عشرات الدول مرافعاتها أمام محكمة العدل الدولية.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، نفاد مخزوناته الغذائية في غزة، بعد أطول حصارٍ يُفرَض على القطاع على الإطلاق.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على حافة تفشٍ واسعٍ للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب  في السابع من أكتوبر 2023.

حصيلة ضحايا غزة تواصل الارتفاع

وأعلن مسؤولو الصحة في غزة، الاثنين، أن أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع قتلت 23 شخصاً على الأقل.

وأودت غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، بحياة ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم أطفال. كما قتلت غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع 6 آخرين.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.

ولم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 محتجزاً، فيما أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى.

ولا يزال 59 محتجزاً إسرائيلياً محتجزين في غزة، ويُعتَقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول "حماس" إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق يُنهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هُدَنٍ مؤقتة، ما لم يتم نزع سلاح "حماس" بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.

وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري، السبت، إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نارٍ جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.

وذكرة وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الحرب الإسرائيليلة على القطاع قتلت 52 ألفاً و314 فلسطينياً وأصابت 117 ألفاً و792 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم ألفان و222 ضحية و5 آلاف و751 مصاباً منذ 18 مارس الماضي حين امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.

تصنيفات

قصص قد تهمك