قال رجال إنقاذ ومصادر أمنية سورية، إن أكثر من 12 شخصاً لقوا حتفهم في مدينة جرمانا، قرب العاصمة السورية دمشق، الثلاثاء، في اشتباكات مسلحة.
وذكرت مصادر أمنية أن الاشتباكات بدأت ليلة الاثنين، عندما تجمع "مسلحون" من بلدة المليحة القريبة ومناطق أخرى في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب شرقي دمشق.
وبحسب عمال إنقاذ محليين، أسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة صغيرة ومتوسطة عن سقوط 13 شخصاً.
وذكرت قوات الأمن السورية، أنها تدخلت لـ"فض اشتباكات بين مسلحين من داخل وخارج مدينة جرمانا في ريف دمشق"، وأضافت أن قوات الأمن العام لم تكن طرفاً في مواجهات ليلة الثلاثاء بمدينة جرمانا، مشيرة إلى أن السلطات تبحث عن "صاحب تسجيل مسيء للرسول محمد، والذي تسبّب بهذه الفتنة"، وفق قولها.
وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية مصطفى العبدو إن من بين الضحايا اثنان من عناصر جهاز الأمن العام السوري، وهي قوة أمنية جديدة تضم في معظمها مقاتلين سابقين في المعارضة.
ونفى العبدو أن يكون مسلحون قد هاجموا البلدة، وقال إن "مجموعات من المدنيين الغاضبين من التسجيل الصوتي نظمت احتجاجاً تعرض لإطلاق نار من قبل مجموعات درزية".
وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تعمل على "تحديد هوية مصدر الصوت" في التسجيل ودعت إلى الهدوء، وحثت المواطنين على "الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات".
وذكرت في بيان صدر لاحقاً "شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع ضحايا وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة".
وأضافت أن "وحدات من قوى الأمن العام توجهت مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي. كما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة.
المرجعية الدينية للدروز تندد
من جانبها، نددت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا، الثلاثاء، بما وصفته بـ"الهجوم المسلح غير المبرر" على المدينة الواقعة قرب دمشق.
وقالت في بيان: "نستنكر بشدة، ونشجب، وندين الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق"، محمّلة السلطات السورية "المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة".
وذكرت أن "غالبية من أصيبوا أو استُشهدوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حينما فاجأتهم يد الغدر والعدوان"، داعية السلطات إلى "وقف هذا الاعتداء السافر وضمان عدم تكراره".
وفي السياق ذاته، دعا شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، أبناء الوطن إلى التحلي بالحكمة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.