أميركا تهدد بوقف وساطتها بين موسكو وكييف: نريد مقترحات ملموسة

مسؤولون أوروبيون يخشون انسحاب ترمب من مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث إلى صحافيين على متن الطائرة. 10 مارس 2025 - via REUTERS
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث إلى صحافيين على متن الطائرة. 10 مارس 2025 - via REUTERS
دبي-الشرق

دعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، روسيا وأوكرانيا إلى تقديم مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب، وهددت بوقف دورها كوسيط في حال عدم إحراز تقدم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، نقلاً عن بيان لوزير الخارجية ماركو روبيو: "نحن حالياً في مرحلة تتطلب من الطرفين تقديم مقترحات ملموسة لإنهاء هذا الصراع. أما كيفية المضي قدماً من هنا، فهو قرار يعود للرئيس (الأميركي دونالد ترامب). وإذا لم يتم إحراز تقدم، فسنتراجع عن دورنا كوسطاء في هذه العملية".

وأضافت بروس في مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة تسعى إلى "وقف إطلاق نار شامل ودائم وإنهاء الصراع... وليس ثلاثة أيام للاحتفال بمناسبة أخرى".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الاثنين، وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في مايو بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية، في خطوة بدت وكأنها تهدف إلى الإشارة إلى أن موسكو لا تزال مهتمة بالسلام.

وتساءلت أوكرانيا عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف إطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل، تبدأ على الفور.

وسعت كل من كييف وموسكو إلى إظهار أنهما تحرزان تقدماً نحو هدف ترمب المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام سريع، بعد أن هددت الولايات المتحدة بالتخلي عن مساعيها لتحقيق السلام.

مخاوف أوروبية

وأعرب مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون عن مخاوفهم من أن يكون ترمب، على وشك الانسحاب من مفاوضات السلام بين كييف وموسكو، مرجحين أن يستغل أي تقدم طفيف في المحادثات للإعلان أن "مهمته قد أُنجزت"، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وخلال حملته الانتخابية، وعد ترمب بإنهاء الحرب خلال "24 ساعة"، إلا أن مبادراته تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومحاولاته للضغط على القيادة الأوكرانية، فشلت في كسب الدعم لاقتراحه الأولي بوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، أو التوصل إلى هدنة دائمة. 

اقرأ أيضاً

100 يوم من ولاية ترمب.. سياسة "أميركا أولاً" تقلب النظام العالمي

شن دونالد ترمب في أول 100 يوم من حكمه، حرباً تجارية غير مسبوقة، واستخف بدول الناتو، فيما يرى مسؤولون بمناطق عدة في أنحاء العالم أن سياسيته قلبت النظام العالمي.

وأضاف المسؤولون أن رفض بوتين الاستجابة لمطالب أميركية وأوكرانية رئيسية، بينها الإبقاء على قوة عسكرية أوكرانية بعد الحرب، فضلاً عن تعقيدات النزاع، دفعا ترمب إلى إعادة النظر في التزامه بالتوصل إلى اتفاق سلام. 

بدوره، قال مسؤول أوروبي، إن ترمب "يُهيئ لوضع يمنح فيه نفسه ذرائع للانسحاب وترك الأمر لأوكرانيا ولأوروبا لحله".

وأضاف: "هناك من يعتقد أن الروس قد يوافقون على اقتراح ترمب"، موضحاً أن المشكلة تكمن في "غياب أي آلية لتنفيذ هذا الاتفاق. بعض عناصر الخطة جيدة فعلاً، لكن التسرع في تطبيقها هو ما يثير القلق". 

وعرض بوتين، الاثنين، وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عطلة من 8 إلى 10 مايو المقبل، حيث تُحي روسيا ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

وشددت موسكو، الاثنين، شروطها، حيث أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن بلاده تعتبر "الاعتراف الدولي" بضمها لخمسة مناطق أوكرانية "شرطاً أساسياً" لأي اتفاق. 

ودفعت هذه التطورات بعض العواصم الأوروبية إلى إعادة النظر في جهودها "لإبقاء ترمب منخرطاً"، والتركيز بدلاً من ذلك على "فعل الصواب، وليس فقط ما يريده ترمب"، فيما بدأت كييف في الاستعداد لاحتمال انسحاب أميركي، من خلال تعزيز إنتاجها المحلي من الأسلحة وتكثيف محادثاتها مع الحلفاء الأوروبيين بشأن الدعم المستقبلي. 

وأعرب مسؤولون أوكرانيون عن خشيتهم من انسحاب ترمب، إذ قال أحدهم إنه يرى ذلك "احتمالاً جدياً".

تصنيفات

قصص قد تهمك