لافروف: هدنة "يوم النصر" خطوة نحو مفاوضات مباشرة مع كييف دون شروط

"بلومبرغ": بوتين يشترط السيطرة على المناطق الأوكرانية الأربع مقابل إنهاء الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود أوكرانيون على جبهة القتال في منطقة زابوريزهيا. أوكرانيا. 28 أبريل 2025 - Reuters
جنود أوكرانيون على جبهة القتال في منطقة زابوريزهيا. أوكرانيا. 28 أبريل 2025 - Reuters
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بمناسبة "يوم النصر"، هو خطوة أولى نحو "مفاوضات مباشرة مع كييف دون شروط مسبقة"، معتبراً أن بلاده ستواصل بناء العلاقات مع الولايات المتحدة "بشفافية"، و"دون المساس بالعلاقات القوية التقليدية مع شركائها الاستراتيجيين"، في حين زعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا "تجهز لشيء ما" في بيلاروس.

وشدد لافروف خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية دول "بريكس" في ريو دي جانيرو بالرازيل، على أهمية "فهم الجميع كيفية تطور العلاقات بين موسكو وواشنطن"، مضيفاً: "تجلى ذلك في العديد من الخطابات والاتصالات الثنائية العديدة التي أجريتها على هامش الاجتماع الوزاري، ونُبلغ شركاءنا بالمستجدات بانتظام، تقريباً بعد كل اتصال".

وتابع: "أعتقد أننا سنشهد في المستقبل القريب تأكيداً ملموساً على أن المصلحة المشتركة بين موسكو وواشنطن متبادلة، وسيظهر المستقبل القريب مدى نجاح إيجاد انعكاسات ملموسة لهذه المصلحة المشتركة في المسائل العملية".

وأشار لافروف، إلى أن "موسكو ستواصل بناء العلاقات مع واشنطن بشفافية، ودون المساس بالعلاقات القوية التقليدية مع شركائها الاستراتيجيين والأشخاص ذوي التفكير المماثل"، موضحاً أن "العمل، كما تعلمون، يجري في اتجاهات مختلفة، وهو مستمر حرفياً في الوقت الذي نتحدث فيه".

وعن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قال لافروف: "في جميع الظروف الأخرى، فإن الحوار هو الأفضل دائماً". وذكر أنه "فوجئ بردود فعل بعض الدول على التطورات في العلاقات الروسية-الأميركية".

وقال لافروف، بشأن دعوة أوكرانيا لتثبيت وقف إطلاق النار مدة 30 يوماً بدلاً من مبادرة بوتين اقترحها لـ"يوم النصر" ما بين 8 مايو و11 مايو: "نعرف تماماً قيمة تصريحات كييف"، داعياً إلى "عدم النظر إلى الاتصالات بين موسكو وواشنطن باعتبارها شيئاً خارجاً عن المألوف".

وأردف: "أود أن أحذر من النظر إلى الواقع الحالي للحوار الروسي-الأميركي على أنه شيء خارج عن المألوف؛ إنها ببساطة عودة إلى الوضع الطبيعي".

ويرى لافروف، أن "أوكرانيا وأوروبا تطالبان روسيا بوقف إطلاق النار لأن كييف تعاني من الهزيمة في ساحات القتال".

ولفت إلى أن "السلام في أوكرانيا ممكن فقط إذا تمت معالجة الأسباب الجذرية"، داعياً لـ"إنهاء توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً، ووقف اضطهاد اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا".

واعتبر الوزير الروسي، أن "الغرب ملتزم بالعيش على حساب الآخرين، ويعتمد على ممارسات استعمارية جديدة".

اقرأ أيضاً

هدنة بوتين المؤقتة في "يوم النصر" تربك حسابات ترمب بشأن وقف إطلاق النار بأوكرانيا

أعلنت روسيا هدنة مؤقتة جديدة في أوكرانيا بمناسبة "يوم النصر"، مما أثار انتقادات من الولايات المتحدة التي تسعى للتفاوض على اتفاق دائم للسلام.

وذكر لافروف، أن روسيا تطلع شركاءها في مجموعة "بريكس" بانتظام على تقدم المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، معرباً عن أمله في أن يرى العالم في المستقبل القريب "أدلة ملموسة" على أن روسيا والولايات المتحدة لديهما "مصالح متبادلة".

تدريبات عسكرية

وفي مدينة فولجوجراد الروسية، عقد الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعاً مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لبحث التطورات في مجال العلاقات التجارية والاقتصادية والصناعية.

وذكر بوتين أن البلدين "حققا نتائج باهرة حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري 50 مليار دولار"، مشيراً إلى "الاتفاق على توسيع فرص التعاون الصناعي، بما في ذلك في صناعة الطيران".

وأعلنت روسيا وبيلاروس إجراء تدريبات عسكرية مشتركة في سبتمبر المقبل.

وفي السياق، زعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن روسيا "تجهز لشيء ما" في بيلاروس هذا الصيف "مستخدمة التدريبات العسكرية كذريعة".

وقال زيلينسكي في قمة بوارسو: "روسيا تجهز هذا الصيف لشيء ما هناك تحت غطاء تدريبات عسكرية"، دون تقديم تفاصيل أو الاستشهاد بأدلة.

"طريق مسدود"

وأفادت "بلومبرغ"، نقلاً عن 3 مصادر مطلعة في موسكو، بأن "بوتين يصر على المطالبة بسيطرة روسيا على 4 مناطق أوكرانية لا تحتلها بشكل كامل، كجزء من أي اتفاق لإنهاء الحرب".

وقال مصدران مطلعان لـ"بلومبرغ"، إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حاول إقناع بوتين بقبول وقف إطلاق النار على طول الخطوط الأمامية الحالية، خلال محادثات طويلة في الكرملين، الجمعة الماضية، لكن الرئيس الروسي تمسك بموقفه المتشدد فيما يتعلق بالمنطقة.

وكان بوتين أعلن أن المناطق الأربع في شرق وجنوب أوكرانيا، وهي دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، ستكون "دائماً" جزءاً من روسيا بعد تنظيم استفتاءات في هذه المناطق في الأشهر الأولى من غزو أوكرانيا في 2022.

وأدرجت روسيا هذه المناطق في دستورها، على الرغم من أنها لم تتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل.

وقال مصدر لـ"بلومبرغ"، إن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الراهن، وتتطلب اتصالاً مباشراً بين بوتين وترمب لإحراز تقدم آخر".

ووفقاً لمسؤولين أوروبيين مطلعين على المحادثات، لا توجد حتى الآن علامات ملموسة تشير إلى أن بوتين قد يوافق على التراجع عن مطالبه بشأن المناطق الأوكرانية، وقبول المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب.

وذكر المسؤولون، أن المفاوضات ما زالت جارية. ويعتقد المسؤولون الأوروبيون، أنه سيكون من الواضح خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، أو ما إذا كانت ستقرر التخلي عن المفاوضات أو ستزيد الضغط على موسكو.

تصنيفات

قصص قد تهمك