
قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا تتوقع أن تُثمر الجهود الأميركية في عملية السلام مع أوكرانيا، مؤكداً دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمبادرة الهدنة، لكنه أشار إلى أن هناك "تفاصيل دقيقة" تُصعب إحراز التقدم بالسرعة التي تريدها واشنطن.
وأضاف بيسكوف خلال مشاركته في ماراثون "المعرفة أولاً":"ما زلنا نأمل أن تكلل جهود الولايات المتحدة بالنجاح، وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لهذه العملية"، مشدداً على أن إجراء اتصال مباشر بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترمب "سيتم عند الحاجة".
وتابع: "التواصل المباشر على أعلى مستوى فعال دائماً، ويساعد في حل المشاكل التي قد تنشأ على مستوى العمل والخبراء، وإذا لزم الأمر، سيتم إقامة هذا الاتصال المباشر (بين بوتين وترمب)"، بحسب ما أورته وكالة "ريا نوفوستي".
ولفت بيسكوف إلى أن القيادة في موسكو، ترى أن السلطات في واشنطن "تعول على نجاح سريع في عملية السلام في أوكرانيا، لكن يجب تسوية جميع التفاصيل".
وأضاف: "نتفهم رغبة واشنطن في تحقيق نجاح سريع في هذه العملية، لكننا في الوقت نفسه، نأمل في إدراك أن تسوية الأزمة الأوكرانية معقدة للغاية ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها. هناك العديد من التفاصيل والفروق الدقيقة التي يجب تسويتها قبل التسوية".
التصريحات الروسية تأتي في أعقاب تعليقات ترمب في تقييم الأيام الـ 100 الأولى من ولايته الثانية، ووعوده لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
بوتين لا يزال منفتحاً على المبادرة
وأوضح بيسكوف، أن بوتين "أكد دعمه لهذه المبادرة" الأميركية، لكن قبل ذلك، من الضروري الإجابة على عدد من الأسئلة وحلّ بعض التفاصيل الدقيقة، التي ذكرها الرئيس (بوتين).
وأكد بيسكوف، على أن بوتين "لا يزال منفتحاً" على الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو "لم تسمع أي رد فعل من كييف. العملية مستمرة"، مؤكداً أن العملية العسكرية الخاصة وجميع قرارات الرئيس الروسي "صحيحة تماماً. يجب أن نحقق النصر".
وشدد على أن روسيا يجب أن تُبرم اتفاق سلام مع أوكرانيا، وليس مع الولايات المتحدة، قائلاً: "يجب أن تُبرم اتفاقية سلام مع أوكرانيا، وليس مع أميركا. أميركا تحاول التوسط، ونحن ممتنون على هذه الجهود الحثيثة".
وأوضح أن موسكو "لم تتلق بعد أي إشارات من كييف بشأن استعدادها للحوار مع روسيا دون شروط مسبقة"، قائلاً: "أكد الرئيس بوتين استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع الأوكرانيين دون أي شروط مسبقة، لكن للأسف، لم نتلق أي تصريحات من كييف بشأن هذه القضية، لذلك لا نعرف ما إذا كانت مستعدة لذلك أم لا".
وأضاف، أن روسيا تعد "جزءاً لا يتجزأ من أوروبا والعالم"، قائلاً: "روسيا جزء لا يتجزأ من أوروبا، روسيا جزء لا يتجزأ من العالم، روسيا دولة أوراسية. وروسيا جزء من عالم لا يقوم على القواعد، بل على القانون، والاحترام المتبادل، والاستعداد لمراعاة مخاوف كل دولة، وعلى التعاون ذي المنفعة المتبادلة. هذا بلدنا".
ترمب: بوتين يماطل
وقال ترمب في مقابلة مع شبكة ABC News: "لو لم أكن أنا، أعتقد أن بوتين كان سيستولي على البلاد كلها، لذا عندما غادرت منصبي، لم تكن هناك أي فرصة لحدوث ذلك. وعندما تدخل جو بايدن، لن أقول ما إذا كان قد تعامل مع الأمر بشكل صحيح أم لا، ولكن من الواضح أنه لم يكن جيداً، لأن الحرب بدأت".
وحول ما ذا كان الرئيس الروسي يماطله، قال ترمب: "هذا ممكن. نعم، ممكن، بالتأكيد. ربما يماطلني قليلاً. أعتقد أن بوتين أراد أوكرانيا كاملة"، مدعياً أن "بوتين قرر غزو أوكرانيا لأن بايدن كان في السلطة". وأضاف: "أعتقد أنه لو لم أفز بالانتخابات، كان سيستولي على أوكرانيا بأكملها، لكن بسببي، أعتقد أنه مستعد لوقف القتال".
ودعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، روسيا وأوكرانيا إلى تقديم مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب، وهددت بوقف دورها كوسيط في حال عدم إحراز تقدم.
وكان الرئيس الروسي، أعلن الاثنين، وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في مايو بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية، "يوم النصر"، في خطوة بدت وكأنها تهدف إلى الإشارة إلى أن موسكو لا تزال مهتمة بالسلام، فيما تساءلت أوكرانيا عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف إطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل، تبدأ على الفور.