
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده ستواصل دعمها للقبارصة الأتراك، حتى رفع العزلة عنهم، مؤكداً أن "جمهورية شمال قبرص التركية ستبقى إلى الأبد بدعم من الدولة الضامنة تركيا"، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية.
وأضاف أردوغان في كلمة له خلال افتتاح مقر حكومي رئيسي في جمهورية شمال قبرص: "سنواصل تقديم الدعم القوي في كل المجالات، بدءاً من تعزيز العلاقات مع العالم التركي، وصولاً إلى رفع العزلة غير العادلة عنهم"، مشيراً إلى أن "تركيا كانت وستبقى تقف إلى جانب قبرص التركية".
وانضمت جمهورية قبرص عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي، إذ تنحصر سيطرتها على الشق الجنوبي من الجزيرة الذي يقطنه قبارصة يونانيون، تحت سلطة معترفة بها في الأمم المتحدة، أما في الشق الشمالي فلا تعترف هناك إلا تركيا بجمهورية شمال قبرص.
وقال الرئيس التركي: "من غير الوارد إقامتنا علاقات تجارية مع قبرص الرومية (الشق الجنوبي) أو قبولها كطرف للحوار ما لم يتم التوصل إلى حل يتماشى مع الحقائق القائمة في الجزيرة"، مضيفاً أن "أي مسار تفاوضي جديد بخصوص قبرص لن يكون بعد الآن بين مجتمعين بل بين دولتين متساويتين في السيادة".
وبشأن تفاصيل المقر الحكومي الذي افتتحه، قال أردوغان إن "أعمال بنائه بدأت عام 2022، ويمتد على مساحة 639 ألفاً و475 متراً مربعاً، ويضم مبنى رئاسة الجمهورية، ومجلس الجمهورية، والمحكمة العليا، وحديقة وطنية".
واعتبر أردوغان أن المجمع يعد "رمزاً لإرادة شعب قبرص التركية الصلبة، وهو أيضاً تجلٍ لإصرار دولة على الوجود في وجه الظلم وانتهاك القانون، كما أنه دليل على الشراكة المصيرية بين تركيا وشمال قبرص".
وأشار أردوغان إلى أن الحكومة التركية وشمال قبرص "ستواصلان بناء إنجازات جديدة، وستمضيان قدماً في معركة الاستقلال والمستقبل بعزم أكبر"، وفقاً للوكالة.
وحصلت قبرص على استقلالها من بريطانيا عام 1960، لكن الجمهورية الجديدة انهارت تحت ضغط توترات طائفية بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك.
وفي ديسمبر 1963 تصاعدت حدة النزاع، إذ اندلعت أعمال عنف دامية بين الطرفين.
وقُسّمت العاصمة نيقوسيا على طول ما سُمّي بـ"الخط الأخضر"، وانتشرت قوات بريطانية هناك، وفي 4 مارس 1964، صوّت مجلس الأمن الدولي لإنشاء قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، وتدخلت القوات الأممية لمنع اشتباكات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك.
وأدت الاشتباكات وتدخل القوات الأممية فيما بعد إلى تقسيم الجزيرة إلى شطرين إثر سيطرة تركيا على ثلثها الشمالي في عام 1974، رداً على انقلاب نفّذه "قبارصة يونانيون قوميون" أرادوا إلحاق الجزيرة باليونان.
وكانت محادثات إعادة توحيد الجزيرة قد توقفت منذ عام 2017، بعد انهيار آخر جولاتها، إذ تطالب شمال قبرص التركية بتسوية للنزاع على أساس حل الدولتين.
وفي يناير 2024، عُيّنت مبعوثة أممية جديدة إلى قبرص، هي الأولى منذ انتُخب في فبراير 2023 رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، الذي عبّر عن أمله في "استئناف المفاوضات".