ألمانيا.. ميرتس يخسر الجولة الأولى من تصويت البرلمان لانتخابه مستشاراً

time reading iconدقائق القراءة - 7
زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس بعد خسارة الجولة الأولى من تصويت البرلمان الألماني على انتخابه مستشاراً. 6 مايو 2025 - REUTERS
زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس بعد خسارة الجولة الأولى من تصويت البرلمان الألماني على انتخابه مستشاراً. 6 مايو 2025 - REUTERS
برلين/ دبي -الشرقرويترزالشرقرويترز

خسر الزعيم المحافظ الألماني فريدريش ميرتس الجولة الأولى من التصويت البرلماني لانتخابه مستشاراً، الثلاثاء، في انتكاسة غير متوقعة للائتلاف الجديد بين المحافظين والحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي لتيار يسار الوسط.

وفي وقت لاحق، أعلن ميرتس اعتزامه الترشح لمنصب المستشار في جولة ثانية من التصويت عقب إخفاقه في الجولة الأولى، بالتزامن مع تزايد الجهود لعقد جولة جديدة من التصويت في أقرب وقت.

وقالت رئيسة البرلمان يوليا كلوكنر إن ميرتس حصل على تأييد 310 أصوات، أي أقل بستة أصوات من الأغلبية المطلوبة، والبالغة 316 صوتاً كحد أدنى للفوز بمنصب المستشار.

وهذه هي المرة الأولى التي يخفق فيها مستشار مرشح في تصويت للبوندستاج بعد نجاح حزبه في الانتخابات العامة وإتمام مفاوضات الائتلاف الحاكم بنجاح، بحسب "دويتشه فيله".

وتبلغ عدد المقاعد التي يمتلكها التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اللذين من المخطط أن يشكلا الحكومة الألمانية الجديدة، 328 مقعداً.

جولة تصويت ثانية

وعقب فشل الجولة الأولى من انتخاب زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، تزايدت المؤشرات على إمكانية عقد جولة جديدة من التصويت، الأربعاء، بحسب  إذاعة صوت ألمانيا" (دويتشه فيله).

وأشارت الإذاعة الألمانية إلى أنه لم يتحدد حتى الآن موعد الجولة الثانية، ونقلت عن مصادر من الكتل البرلمانية قولها إنه يجري دراسة إمكانية إجراء الجولة الثانية من الانتخابات، الأربعاء، ولتحقيق ذلك، لا بد من التوصل إلى اتفاق مع المعارضة بشأن تقليصات معينة في المهلة الممنوحة.

ومع ذلك، لم يتم استبعاد إجراء جولة ثانية من التصويت، الثلاثاء، إذ قال زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني لارس كلينجبايل إن البرلمان (البوندستاج) سيجري تصويتاً ثانياً لانتخاب ميرتس مستشاراً بعد فشل التصويت الأول.

وأضاف كلينجبايل: "نجحنا الآن في التقدم بطلب لإجراء تصويت ثانٍ اليوم حتى نتمكن من انتخاب المستشار الاتحادي بسرعة"، معرباً عن اعتقاده بأن "الأغلبية اللازمة ستتوافر الآن في الجولة الثانية من التصويت ليصبح فريدريش ميرتس المستشار المقبل لبلدنا".

بدوره، قال النائب المحافظ البارز ينس شبان للصحافيين، الثلاثاء، إن البرلمان الألماني سيجري تصويتا ثانيا لانتخاب مستشار جديد في الساعة 03:15 مساء (13:15 بتوقيت جرينتش)، وناشد الأحزاب دعم ميرتس بعد إخفاقه في الحصول على الأغلبية في الجولة الأولى.

وأضاف شبان: "أوروبا بأسرهها، وربما العالم كله، يراقب هذه الانتخابات.. أناشد الجميع أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية الخاصة".

مهلة 14 يوماً

وأمام البوندستاج الآن 14 يوماً لانتخاب ميرتس أو مرشح آخر لمنصب المستشار بأغلبية مطلقة. وإذا شعر ميرتس بأنه قد يحقق نجاحاً أكبر في الجولة الثانية من التصويت، مقارنة بالجولة الأولى، يمكنه الترشح مرة أخرى في أي وقت.

وخلال فترة الأسبوعين، يمكن أن يكون هناك أي عدد من جولات التصويت مع مرشحين مختلفين، لكنهم سيحتاجون أيضاً إلى أغلبية مطلقة لا تقل عن 316 صوتاً ليتم انتخابهم.

وإذا لم يحقق أحد ذلك، يتم تخفيض المتطلبات في الخطوة التالية، وذلك عبر الاكتفاء بأغلبية بسيطة، حيث ينص الدستور على ما يلي: "إذا لم يحدث الانتخاب خلال هذه المدة، يتم إجراء اقتراع جديد على الفور، ويتم انتخاب الشخص الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات".

وإذا حصل الشخص المنتخب على الأغلبية لمنصب المستشار، فيجب على الرئيس الاتحادي تعيينه خلال 7 أيام من الانتخابات. وإذا أجريت الانتخابات بأغلبية بسيطة فقط، يمكن للرئيس الاتحادي بدلا من ذلك أيضاً حل البوندستاج خلال 7 أيام، والدعوة إلى انتخابات جديدة.

وتصدرت كتلة المحافظين، التي تضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، في انتخابات فبراير، لكنها حصلت فقط على 28.5% من الأصوات، ما جعلها بحاجة إلى شريك واحد على الأقل لتشكيل ائتلاف.

ووافق ميرتس على تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي حصل على 16.4% فقط من الأصوات في أسوأ نتيجة له بتاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

إصلاح الاقتصاد

وتعهد السياسي الألماني المحافظ فريدريش ميرتس، الاثنين، بالتحرك سريعاً نحو إصلاح أكبر اقتصاد في أوروبا، قبل يوم واحد من تصويت البرلمان على انتخابه مستشاراً.

ووقع ميرتس، الذي ينتمي إلى كتلة المحافظين الفائزة بالصدارة في انتخابات فبراير (الاتحاد الاجتماعي المسيحي/الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، مع قادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الاثنين، على اتفاق الائتلاف الذي يحدد خططهم للسنوات الأربع المقبلة.

ويتطلع الحزبان إلى إنعاش نمو اقتصاد البلاد في الوقت الذي تنذر فيه حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعام آخر من الركود، كما يخططان لزيادة الإنفاق الدفاعي، وسط توتر في حلف شمال الأطلسي.

وقال ميرتس: "اعتباراً من الغد، ستكون لديكم حكومة عازمة على دفع ألمانيا إلى الأمام من خلال الإصلاحات والاستثمارات".

وأضاف: "سيكون صوت الحكومة الجديدة مسموعاً في أوروبا والعالم، وذلك بعد أن أدى انهيار الائتلاف الثلاثي للمستشار أولاف شولتز، المنتهية ولايته في نوفمبر، إلى فراغ سياسي في قلب أوروبا".

وذكر الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، الاثنين، أن بوريس بيستوريوس 65 عاماً سيظل وزيراً للدفاع، وذلك ضمن إعلان الحزب لمرشحيه للائتلاف الجديد في خليط من الوجوه الجديده والمعروفة. 

اتفاق ائتلافي 

ووقع قادة أحزاب الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المحافظين، الاثنين، اتفاقاً ائتلافياً من المقرر أن يُمهّد الطريق أمام تشكيل الحكومة.

وتمتلك أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، والديمقراطي الاجتماعي 328 مقعداً في البرلمان، وهي بالكاد تضمن الأغلبية المطلقة التي لا تقل عن 316 مقعداً.

ويهدف الائتلاف الحاكم إلى تحفيز النمو الاقتصادي، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتبني نهج أكثر صرامة تجاه الهجرة، ومواكبة التحديث الذي طال إهماله في أكبر عضو بالاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، والذي يضم 27 دولة.

ويُعد تشكيل حكومات ائتلافية في ألمانيا أمراً معتاداً، حيث يجري إنجاز ذلك على مرحلتين، تبدأ بالمحادثات التمهيدية التي تعقدها الأحزاب، ثم يعقبها محادثات رسمية بهدف تشكيل الائتلاف.

تصنيفات

قصص قد تهمك