وفد أميركي في هايتي لبحث الأمن والانتخابات بعد اغتيال الرئيس

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس هايتي الراحل جوفينيل مويس وأرملته مارتين مويز - AFP
رئيس هايتي الراحل جوفينيل مويس وأرملته مارتين مويز - AFP
دبي-الشرق

أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن وفداً حكومياً أميركياً سافر إلى هايتي، الأحد، للاجتماع مع المسؤولين السياسيين والأمنيين هناك، في ظل الاضطرابات التي أعقبت اغتيال الرئيس جوفينيل مويس.

وجاءت الزيارة بعدما طلبت السلطات الهايتية من الولايات المتحدة إرسال قوات أمنية لمساعدتها في حماية البنى التحتية الرئيسية، مثل المطار والموانئ، وإجراء التحقيقات بعد اغتيال مويس.

وأفاد البيت الأبيض في بيان، بأن الوفد الأميركي، الذي ضم أعضاء من وزارات العدل والخارجية والأمن الداخلي ومجلس الأمن القومي، استعرض "أمن البنية التحتية الحيوية" مع مسؤولي الحكومة الهايتية، والتقى بالشرطة الوطنية الهايتية التي تقود التحقيق في الاغتيال.

ووفق البيان، التقى الوفد رئيس الوزراء بالإنابة كلود جوزيف، ورئيس الوزراء المكلف أرييل هنري، في اجتماع مشترك، وكذلك رئيس مجلس الشيوخ جوزيف لامبرت، من أجل "تشجيع الحوار المفتوح والبنّاء للتوصل إلى اتفاق سياسي يمكّن البلاد من إجراء انتخابات حرة ونزيهة".

وأكد البيان أن "الوفد التزم في اجتماعاته كافة، بدعم الحكومة الهايتية في سعيها إلى تحقيق العدالة في هذه القضية، وأكد دعم الولايات المتحدة لشعب هايتي في هذا الوقت الصعب". وأضاف أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب هايتي لتصبح دولة أكثر أمناً وديمقراطية".

تحقيق

يأتي ذلك في وقت تواصل الشرطة في هايتي تحقيقاتها في قضية اغتيال الرئيس. وأعلنت، الأحد، اعتقال طبيب مولود في هايتي ويعيش بولاية فلوريدا الأميركية، باعتباره متهماً رئيسياً في عملية الاغتيال، مشيرة إلى اعتقادها أنه "كان يخطط لتولي الرئاسة".

ويعدّ الطبيب، الذي يدعى كريستيان إيمانويل سانون (63 عاماً)، ثالث المتهمين الذين تم القبض عليهم من ذوي الصلة بالولايات المتحدة، سواء مَن يحملون جنسيتها أو يقيمون فيها، فيما ألقي القبض أيضاً على 18 كولومبياً معظمهم من الجنود المتقاعدين. وقالت شرطة هايتي إن المهمة التالية في التحقيق هي "تحديد الجهة التي موّلت العملية".

اغتيال الرئيس

وقُتل الرئيس مويس (53 عاماً) بالرصاص داخل منزله، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي، على يد من وصفهم المسؤولون بأنهم "مجموعة من القتلة الأجانب المدربين".

وقال رئيس الوزراء الهايتي كلود جوزيف الذي أعلن نبأ الاغتيال، إنه يتولى الآن مهام قيادة البلاد، قبل أن يرشح مجلس الشيوخ في هايتي، السبت، جوزيف لامبرت رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وكان الوزير المسؤول عن الانتخابات في هايتي، ماتياس بيير، قال لـ"رويترز" بعد اغتيال مويس، إن عملية الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور التي كانت مقررة في 26 سبتمبر المقبل "ستمضي قدماً في موعدها".

تعميق الأزمة

وأتى اغتيال مويس بعد أزمة سياسية هزت بلاده في الشهور الأخيرة، وأثارت احتجاجات مطالبة باستقالته، إثر نزاع مرير بشأن شرعية الرئيس الراحل، إذ اعتبرت المعارضة أن ولايته كان يجب أن تنتهي في 7 فبراير 2021، أي بعد 5 سنوات على تنحي سلفه ميشال مارتيلي، لكن مويس كان مصراً على أن ولايته لن تنتهي قبل سنة، إذ لم يتسلّم منصبه حتى 7 فبراير 2017.

وهذا التأخير لسنة نتج عن مزاعم بتزوير الانتخابات التي أدت إلى إلغاء نتائج اقتراع نُظم في عام 2015، وإجراء انتخابات جديدة فاز بها مويز الذي واجه اتهامات متكررة بالفساد، وموجات من احتجاجات عنيفة مناهضة لحكومته.

ومنذ العام الماضي، كان مويس يحكم عبر مراسيم بعدما فشلت حكومته في تنظيم الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2019. وفي 7 فبراير، حين طالب خصومه بإنهاء ولايته، تحدث عن إحباط "انقلاب للإطاحة بحكومته واغتياله".

وأدى اغتيال مويس إلى تعميق حالة الفوضى في الدولة الأشد فقراً بالأميركيتين، والغارقة في الانقسامات السياسية والجوع وعنف العصابات.