باكستان تفوّض جيشها لـ"الرد المناسب" على الهند.. ونيودلهي: مستعدون لأي هجوم

time reading iconدقائق القراءة - 6
قوات أمن هندية تقف أمام أحد مواقع سقوط طائرة في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية. 07 مايو 2025 - Reuters
قوات أمن هندية تقف أمام أحد مواقع سقوط طائرة في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية. 07 مايو 2025 - Reuters
دبي-الشرق

قالت باكستان إنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم الصاروخي الهندي الذي استهدف مواقع داخل أراضيها، صباح الأربعاء، فيما هدّدت نيودلهي بالرد على أي هجوم تشنه إسلام آباد، ما ينذر بتصاعد أكبر للتوتر بين الجارتين المسلحتين نووياً.

وأصدرت رئاسة الوزراء الباكستانية بياناً، عقب اجتماع للجنة الأمن القومي، قالت فيه إن البلاد "تحتفظ بحق الرد، دفاعاً عن النفس، في الزمان والمكان والطريقة التي تختارها".

وأضاف البيان: "لقد تم تفويض القوات المسلحة الباكستانية بشكل مناسب للقيام بإجراءات مماثلة"، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

ومن المرجح أن يؤدي رد إسلام أباد إلى تصاعد التوترات في المنطقة، التي لا تزال غير مستقرة بسبب هجمات وقعت في 22 أبريل في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية.

وأبلغت الهند أكثر من اثني عشر سفيراً أجنبياً في نيودلهي، الأربعاء، أنه "إذا ردت باكستان، فسترد الهند"، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع عسكري أوسع، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وحتى الآن، لا يزال من غير الواضح كيف سترد باكستان. وكان آخر اقتراب للبلدين من حرب شاملة في عام 2019، بعد سقوط نحو 40 جندياً من القوات الأمنية الهندية في تفجير انتحاري. واتهمت الهند باكستان وردّت بعد أسبوعين بضربات جوية هي الأولى منذ عام 1971. وردت باكستان بإسقاط طائرة هندية وأسر الطيار، قبل أن تطلق سراحه لاحقًا. ثم خف التوتر تدريجياَ.

ضربات طويلة المدى

وأعلن الجيش الباكستاني، الأربعاء، أنه أسقط طائرات هندية، من بينها 3 طائرات من طراز "رافال" وطائرة "ميغ-29" وأخرى من طراز "سو-30"، عقب الضربة الجوية.

وفي مؤتمر صحفي بنيودلهي، قدم وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري تفاصيل عن الهجوم والتحقيقات المرتبطة به، دون التطرق إلى مزاعم باكستان.

واستهدفت الهند مواقع داخل باكستان تتجاوز إقليم كشمير المتنازع عليه، في سبع مناطق هي: بهاولبور، موريدكي، تهرا كالان، سيالكوت، بهيمبر، كوتلي، ومظفر آباد، وفقاً لمسؤولين حكوميين من الجانبين.

وشملت الضربات الهندية البنجاب، أكثر أقاليم باكستان اكتظاظاً بالسكان، لأول مرة منذ آخر حرب شاملة بين العدوين القديمين قبل أكثر من نصف قرن.

وقال وزير الدفاع الهندي، راجناث سينج: "دُمّرت الأهداف التي حددناها بدقة وفقاً لاستراتيجية مُحكمة التخطيط.. أظهرنا حساسية عالية من خلال ضمان عدم تأثر أي مدنيين على الإطلاق".

وأكدت إسلام آباد أن المواقع الستة المستهدفة في باكستان لم تكن معسكرات للمسلحين. وصرح متحدث باسم الجيش الباكستاني بسقوط 26 مدنياً على الأقل وإصابة 46 آخرين.

وعرضت قنوات التلفزيون الهندية مقاطع فيديو لانفجارات وحريق وأعمدة دخان كثيفة في سماء الليل، وأشخاص يفرون في عدة أماكن بباكستان وكشمير الباكستانية.

وفي مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية، ألحقت الغارة الهندية أضراراً بالغة بمسجد ومدرسة دينية في قلب المدينة. وقال سكان محليون إن خمسة صواريخ قتلت 3 أشخاص في المبنى المكون من طابقين، والذي كان يضم أيضاً أحياء سكنية.

توقف تدفق المياه عبر نهر تشناب

وأطلقت الهند على ضربتها العسكرية اسم "عملية سيندور"، في إشارة إلى مسحوق الفيرميليون المقدس الذي تضعه النساء الهندوسيات المتزوجات على شعر رؤوسهن. وقال ناجون من هجوم 22 أبريل، إن المسلحين أطلقوا النار على رجال أمام زوجاتهم وأطفالهم.

وكان التوتر قد تصاعد أيضاً بعد الهجوم عندما علّقت الهند معاهدة المياه القديمة المعروفة بـ"معاهدة نهر السند"، وقالت باكستان في وقت سابق، الأربعاء، إن الهند أوقفت تدفق المياه عبر نهر تشناب، الذي يُعد شرياناً مهماً للري الزراعي.

وتواصلت الاشتباكات في المناطق الحدودية خلال الأيام الماضية، واتخذ الجانبان خطوات لإظهار جاهزيتهما العسكرية.

وأجرت باكستان هذا الأسبوع تجارب على صواريخ أرض-أرض، فيما أمرت الهند بتنفيذ تدريبات في عدة ولايات، لتعزيز الجاهزية في ظل حالة التوتر القائمة.

وتُعد الهند وباكستان من أكثر الجيران عداءً في العالم، وتتركز التوترات بينهما منذ زمن طويل على منطقة كشمير الحدودية الواقعة في جبال الهيمالايا، والتي يطالب بها البلدان بالكامل ويسيطر كل منهما على جزء منها.

ومنذ استقلالهما عن بريطانيا في عام 1947، خاضت الهند وباكستان عدة حروب، وكان آخر نزاع طويل بينهما في عام 1999 عندما تسللت قوات باكستانية إلى كارجيل، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الهند في كشمير، واستمرت المعارك عدة أشهر حتى انسحبت القوات الباكستانية من مواقعها على خط المراقبة، وهو الحدود الفعلية بين البلدين، وفقاً لـ"بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك