
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الإليزيه، الأربعاء، إن "الاستقرار في سوريا مهم للمنطقة بأكملها ولفرنسا، معلناً التزامه بـ"تطلعات الشعب السوري".
وأضاف ماكرون أن "سوريا لن تتمكن من استعادة الاستقرار دون انتعاش اقتصادي"، مؤكداً دعم باريس لـ"انتقال سلمي للسلطة في سوريا"، ولكنه أشار إلى ضرورة "ملاحقة مرتكبي الجرائم".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن "سوريا تواجه تحديات للوصول للتعايش والسلم الأهلي"، مشيراً إلى "دعم مبدأ المساواة وإحقاق العدالة في سوريا الجديدة".
ودعا ماكرون الرئيس السوري إلى التعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الذي وصفها بـ"الشريك البالغ الأهمية" في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، معتبراً أن اتفاق 10 مارس، لدمج "قسد" في قوات الحكومة السورية "بالغ الأهمية".
وأضاف: "أظن أن هذه الخطوة بالغة الأهمية، لأنها تبرهن قدرتكم على عقد علاقات مع كل الأطراف، لاسيما مع قسد، وأتمنى رؤية هذا الاتفاق ينفذ، وسنساعدكم".
التزام سوري
وأشار ماكرون خلال حديثه، إلى التزام الشرع بـ"ضمان ألا تكون سوريا ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية التي تهدد البلاد والجوار والعالم"، مشيراً إلى "التزام سوريا بالتعاون"، على غرار "تدمير كل مواقع الأسلحة الكيميائية، ومستودعاتها".
واعتبر أن "الانتقال السلمي للسلطة سيضمن استقرار سوريا"، مشيراً إلى أن "الأمر يأخذ بالحسبان كل مكونات المجتمع، وهذا ما نريده وندعمه، لحياة أفضل للسوريين والسوريات".
وأشار ماكرون إلى أن "سوريا تعرضت للعنف.. وأكدت للرئيس الشرع ضرورة حماية كل السوريين، دون أي استثناء، ويجب مقاضاة مقترفي أعمال العنف".
وتحدّث ماكرون أيضاً عن العلاقات السورية اللبنانية، وقال إنه تحدث مع الشرع عن "تحسين الأوضاع على حدود البلدين"، مشيراً إلى رغبة الشرع في "حسن الجوار ، ولاسيما مع إسرائيل". وأضاف: "تحدثنا عن تأمين الحدودين بين سوريا ولبنان، والتنسيق الأمني بين بيروت ودمشق".
وأكد ماكرون أن فرنسا "ستسهل إعادة المفاوضات بين سوريا ولبنان فيما يتعلق بالمسائل الحدودية وترسيمها"، من خلال "الاستعانة بأرشيفها وخبرتها ودرايتها، لتكون في متناول الطرفين".
إعادة الإعمار واستقرار سوريا
بدوره قال الرئيس السوري الشرع، إنه بحث مع ماكرون "قضايا الأمن، والقضايا ذات الاهتمام المشترك وإعادة الإعمار واستقرار سوريا، الذي يمثل استقرار المنطقة بأكملها"، وشكر الشعب الفرنسي على "استقباله للاجئين السوريين خلال سنوات الحرب". وأضاف أن "فرنسا كانت صديقة للشعب السوري، ووقفت بجانبه".
وأشار الشرع إلى أن سوريا "شهدت مؤخراً أحداثاً مأساوية، وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل السوري، ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها".
وأشار الشرع إلى "التهديدات الأمنية" التي تواجه سوريا، مؤكداً أن حكومته "تعمل بلا كلل على مواجهتها، وسلامة المواطنين السوريين هي أولوية قصوى، وقد أكدنا ذلك للرئيس ماكرون اليوم".
وأوضح الشرع أن "هذه المرحلة صعبة"، متهماً النظام السابق للأسد بـ"استخدام الطائفية والرعب كسلاح ضد المجتمع السوري".