
قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إن بلاده ستضرب أهدافاً عسكرية في الهند رداً على هجوم الأربعاء، فيما اعتبرت الهند أن ما سيحدث مستقبلاً من تصعيد في النزاع الحالي "يعود القرار فيه لباكستان"، متوعدة بالرد على أي ضربة من إسلام أباد.
وفي واشنطن، حض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الطرفين على التهدئة، وعرض المساعدة "إذا ما كان هناك شيء يمكنني فعله"، وفق ما ذكر في مؤتمر صحافي قصير بالمكتب البيضاوي.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف في مقابلة مع شبكة Geo News الباكستانية، إن بلاده "لن تستهدف المدنيين أبداً، سنلتزم بالقانون الدولي. وسنبقي هذا الصراع الدولي محصوراً بالأهداف العسكرية فقط".
وأصدرت رئاسة الوزراء الباكستانية بياناً، عقب اجتماع للجنة الأمن القومي، قالت فيه إن البلاد "تحتفظ بحق الرد، دفاعاً عن النفس، في الزمان والمكان والطريقة التي تختارها". وأضاف البيان: "لقد تم تفويض القوات المسلحة الباكستانية بشكل مناسب للقيام بإجراءات مماثلة"، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
واستهدفت الهند صباح الأربعاء، مواقع داخل باكستان تتجاوز إقليم كشمير المتنازع عليه بهجوم صاروخي، في سبع مناطق هي: بهاولبور، موريدكي، تهرا كالان، سيالكوت، بهيمبر، كوتلي، ومظفر آباد، وفقاً لمسؤولين حكوميين من الجانبين.
وشملت الضربات الهندية البنجاب، أكثر أقاليم باكستان اكتظاظاً بالسكان، لأول مرة منذ آخر حرب شاملة بين العدوين القديمين قبل أكثر من نصف قرن.
"تهديد الملاحة الجوية"
واتهم المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف تشودري، الهند بتهديد الملاحة الجوية، قائلاً إن 57 طائرة كانت في الأجواء عند تنفيذ الهند لهجومها الصاروخي، وأضاف: "كانت هناك عدة رحلات جوية في الأجواء في ذلك الوقت، وقد عُرّضت حياة آلاف الركاب على متنها للخطر".
وأشار إلى أن الرحلات تضمنت طائرات تابعة لخطوط جوية من الشرق الأوسط وشرق آسيا.
وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، عرض تشودري صوراً من موقع FlightRadar24 تُظهر عدداً من الطائرات في الأجواء الباكستانية لحظة الهجوم.
وقالت شبكة CNN إنها تأكدت من صحة الصور، مشيرة إلى تحويل مسار 3 رحلات بعد وقت وجيز من بدء الهند لهجومها، بعد الواحدة من صباح الأربعاء.
وأفادت تشودري بارتفاع ضحايا الهجوم الهندي إلى 31 ضحية، و57 مصاباً.
الهند تطالب واشنطن بالتدخل
وقال مسؤول حكومي هندي إن نيودلهي حضت الولايات المتحدة ودولاً أخرى على إبلاغ باكستان بـ"وقف دعم الإرهاب"، وفق ما نقلت شبكة CNN.
وأشار المصدر إلى أن ما سيحدث تالياً في الصراع الحالي "يعود لباكستان"، وجدد التأكيد على أن الضربات الهندية صباح الأربعاء، استهدفت "بنى تحتية إرهابية" في باكستان، وأنها صممت لكي تكون "منضبطة وغير تصعيدية"، وفق قوله.
ووصف المصدر الضربات بأنها "رد على مشروع على قتل سياح هنود الشهر الماضي"، وهي الحادثة التي ألقت الهند بالمسؤولية عنها على باكستان.
وأجرى مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، مكالمة هاتفية مطولة مع وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو بعد فترة وجيزة من بدء الضربات.
وقال مصدر إنه لم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تلقّت إخطارًا مسبقاً ومحدداً بشأن الضربات قبل وقوعها.
ترمب يحض على التهدئة
وفي كلمة من البيت الأبيض، حض ترمب على تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان، وقال إن موقفه هو "أنني أتمتع بعلاقات جيدة مع كلا الطرفين. أنا أعرفهما جيداً، وأريد أن أراهما يتوصلان إلى حل. أريد أن يتوقفا، ونأمل أن يتمكنا من التوقف الآن".
ووصف الوضع بأنه "فظيع للغاية"، وعرض المساعدة في التهدئة "إذا ما كان هناك شئ يمكنني فعله".
وحتى الآن، لا يزال من غير الواضح كيف سترد باكستان. وكان آخر اقتراب للبلدين من حرب شاملة في عام 2019، بعد سقوط نحو 40 جندياً من القوات الأمنية الهندية في تفجير انتحاري. واتهمت الهند باكستان وردّت بعد أسبوعين بضربات جوية هي الأولى منذ عام 1971. وردت باكستان بإسقاط طائرة هندية وأسر الطيار، قبل أن تطلق سراحه لاحقًا. ثم خف التوتر تدريجياَ.