مفاوضات غزة.. "حماس" تتمسك بـ"اتفاق شامل" وإسرائيل تلوح بالتصعيد العسكري

مصدران مطلعان لـ"الشرق": محادثات الدوحة تفشل في إحراز تقدم

time reading iconدقائق القراءة - 6
أطفال فلسطينيون نازحون في مخيم بخان يونس جنوبي قطاع غزة. 17 أبريل 2025 - Reuters
أطفال فلسطينيون نازحون في مخيم بخان يونس جنوبي قطاع غزة. 17 أبريل 2025 - Reuters
غزة/ الدوحة/ القاهرة/ دبي -الشرقوكالات

أفاد مصدران مطلعان على مفاوضات غزة في تصريحات لـ "الشرق"، بأن مسؤولين مصريين وقطريين عقدوا مباحثات معمقة مع وفد من حركة "حماس" المفاوض في الدوحة، لكن دون إحراز أي تقدم بشأن ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك وسط اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي "حماس" في جنوب القطاع.

وقال أحد المصدرين، إن اللقاءات عقدت يومي الأربعاء والخميس، قبل أن يغادر فريق الوساطة المصري الدوحة، ظهر الخميس، عائداً الى القاهرة، مشيراً إلى أنه "لا توقعات بتحقيق اختراق في مفاوضات وقف إطلاق النار قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنطقة الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات. 

وأضاف: "أستطيع الإقرار أن هذه الجولة عملياً، فشلت في تحقيق أي تقدم، لكن المباحثات مستمرة ولم تنقطع".

بدوره، قال مصدر آخر مقرب من "حماس"، إن وفد الحركة "رفض التعامل مع الأفكار والمقترحات التي تتمحور حول اتفاقات جزئية ولا تتضمن اتفاقاً شاملاً يضمن وقفاً كلياً للحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى دفعة واحدة أو على دفعات".

وأشار المصدر، إلى أن "جملة أفكار ومقترحات طرحت هي عبارة عن العرض الإسرائيلي، الذي يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل هدنة 6 أسابيع قابلة للتمديد 70 يوماً، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ولا تتضمن وقفاً شاملاً للحرب أو الانسحاب الكامل من القطاع".

لكنه شدد على أن "حماس أبدت التزامها بصفقة شاملة تشمل إطلاق سراح كافة الأسرى الاسرائيليين مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ووقف دائم للحرب والعمليات القتالية، لكن الجانب الإسرائيلي يرفض، ويصر على اتفاق جزئي من دون ضمان وقف الحرب".

واستأنفت إسرائيل هجومها في مارس الماضي، بعد انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دعمته الولايات المتحدة وأوقف القتال لمدة ستة أسابيع.

تلويح إسرائيلي بتصعيد عسكري

وتسعى إسرائيل إلى حسم مسألة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى قبل انتهاء زيارة ترمب للمنطقة، حيث حددت الزيارة كموعد نهائي قبل إطلاق عملية برية واسعة في غزة في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وقال مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، لـ"أكسيوس"، الاثنين: "آمل أن نحقق تقدماً. نريد إخراج الجميع (من الأسر). أتواصل يومياً مع قطر ومصر وإسرائيل. الرئيس ترمب يريد استعادة الرهائن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد استعادة الرهائن. نحن نعمل بشكل منسق".

واعتبرت "حماس" أن قرار توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، هو "قرار صريح بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين".

وكان مسؤول إسرائيلي، قال الأربعاء، إن عدد المحتجزين الإسرائيليين، الذين لا يزالوا على قيد الحياة في غزة، هو 24 محتجزاً، وذلك عقب تصريح للرئيس الأميركي قدَّر العدد بـ 21 فقط، ما أثار قلق ذويهم.

وقال جال هيرش، منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين، في منشور على منصة "إكس"، إن حركة "حماس" تحتجز 59 إسرائيلياً حالياً، 24 منهم على قيد الحياة، و35 لقوا حتفهم، وهي أعداد لم تتغير منذ الفترة التي سبقت تصريح ترمب.

وتابع: "تتلقى كل أسر المخطوفين باستمرار أحدث معلومات لدينا عن أحبائهم".

وقال ترمب في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن "24 محتجزاً كانوا أحياءً قبل أسبوع لكن العدد الآن أصبح 21"، مضيفاً: "أقول 21 لأن بحلول اليوم أصبحوا 21.. توفي ثلاثة".

ودفع تصريح ترمب مجموعة تمثل أسر الرهائن إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بإبلاغهم بأي معلومات جديدة على الفور، إذ قال متحدث باسم المجموعة، إنها تدعو مجدداً "رئيس الوزراء إلى وقف الحرب لحين عودة آخر المخطوفين. هذه هي المهمة القومية الأكثر إلحاحاً وأهمية".

اشتباكات قرب رفح

في الإطار، قالت حركة "حماس"، الخميس، إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات ضارية" مع جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة قرب رفح.

وأضافت في بيان لاحق، أن مقاتليها "نصبوا كميناً لقوة إسرائيلية، مكونة من 12 جندياً، داخل منزل في حي التنور شرقي رفح واستهدفوها بقذيفتين مضادتين للأفراد والدروع مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود".

وأشار البيان، الذي نشر على تطبيق تليجرام، إلى أن "حماس" لا تزال نشطة في المناطق التي وسع الجيش الإسرائيلي سيطرته عليها، وذلك بعد أكثر من 19 شهراً من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان، الجمعة، أن اثنين من جنوده، لقيا حتفهما في معارك بجنوب قطاع غزة.

وقال البيان، إن "ضابطين وجنديين أصيبوا بجروح بالغة"، إذ نادراً ما تصدر "حماس" بيانات عن اشتباكات حول رفح، إذ تتحدث التقارير عن وقوع معظم الاشتباكات في المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس القريبة والأجزاء الشمالية من القطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك