
اتهمت وزارة الخارجية الهندية باكستان، السبت، بخرق وقف إطلاق النار الذي سبق الإعلان عن التوصل إليه قبل ساعات، فيما قالت إسلام أباد إنها ملتزمة بالتنفيذ الدقيق للاتفاق "على الرغم من انتهاكات" نيودلهي في بعض المناطق، وذلك وسط تقارير عن سماع دوي انفجارات على الحدود بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إن القوات المسلحة تلقت تعليمات بـ"التعامل بقوة مع الانتهاكات على طول الحدود"، وأنها "بدأت في الرد"، داعية باكستان إلى "وقف الانتهاك"، بحسب تعبيرها.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية شفقت علي خان، في تصريحات نقلها راديو باكستان، مساء السبت، إن "قواتنا تتعامل مع الوضع بمسؤولية وبضبط النفس على الرغم من انتهاكات الهند للاتفاق في بعض المناطق"، وشدد على "ضرورة معالجة أي مشكلات في تنفيذ وقف إطلاق النار".
وأكد خان "ضرورة ضبط النفس من قبل القوات المنتشرة على خط المواجهة للحفاظ على السلام".
وفي وقت سابق السبت، أفاد رئيس وزراء إقليم كشمير في الشطر الهندي عمر عبد الله بسماع دوي انفجارات في أنحاء مدينة سريناجار، وذلك بعد ساعات من إعلان اتفاق بين الهند وباكستان على وقف إطلاق النار.
وكتب عبد الله، في منشور على منصة "إكس": "ما الذي حدث للتو لوقف إطلاق النار؟ سماع دوي انفجارات في أنحاء سريناجار".
وقالت السلطات وسكان وشهود لوكالة "رويترز" إنه سُمع دوي انفجارات في سريناجار وجامو، وشوهدت مقذوفات في سماء جامو ليلاً، على غرار أحداث الليلة السابقة.
ولم يرد المتحدثون العسكريون في كلا البلدين على طلبات للتعليق بعد.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، اتفاق الهند وباكستان على وقف فوري وكامل لإطلاق النار بين البلدين، بينما أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الجانبين سيبدآن محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد.
وعقب الإعلان الأميركي، وجه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الشكر إلى الولايات المتحدة "لتسهيلها التوصل إلى وقف إطلاق النار"، قائلاً إن بلاده "قبلت الاتفاق لصالح السلم والاستقرار الإقليميين"، كما شكر ترمب على "قيادته ودوره الاستباقي من أجل السلام في المنطقة".
وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، قال في مقابلة تلفزيونية بوقت سابق: "الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً بين الهند وباكستان هي أميركا".
إعلان متبادل
وبعد التوصل إلى الاتفاق، قال وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، إن باكستان والهند اتفقتا على وقف إطلاق النار بأثر فوري، مضيفاً: "سعت باكستان دائماً إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، دون المساس بالسيادة وسلامة الأراضي".
وأضاف: "وزير الخارجية الأميركي إضافة إلى السعودية وتركيا شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار (...) نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة، وتم تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين الهند وباكستان"، مشدداً على أن الاتفاق "ليس جزئياً، بل هو تفاهم كامل لوقف إطلاق النار بين الدولتين".
كما أعلنت هيئة مطارات باكستان، استعادة المجال الجوي الباكستاني بالكامل لجميع الرحلات الجوية.
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية الهندية إلى أن وقف إطلاق النار، سيبدأ اعتباراً من الساعة 17:00 بتوقيت الهند (11:30 صباحاً بتوقيت جرينتش)، مشيرة إلى أنه تم الاتصال بالمدير العام للعمليات العسكرية الباكستانية بعد ظهر السبت، وكان من المتوقع أن يوقف كلا الجانبين إطلاق النار.
وأوضحت الخارجية الهندية، أن القائديْن العاميْن للعمليات العسكرية في الهند وباكستان، سيجريان محادثات مرة أخرى في 12 مايو الجاري.
من جهته، قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار: "الهند وباكستان توصلتا اليوم إلى تفاهم بشأن وقف إطلاق النار والعمل العسكري. نيودلهي حافظت باستمرار على موقفها الثابت الذي لا هوادة فيه ضد الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وستواصل القيام بذلك".
ودارت اشتباكات بين الخصمين القديمين منذ أن قصفت الهند مواقع عدة في باكستان، الأربعاء، قالت إنها "معسكرات إرهابيين" رداً على هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المضطربة الشهر الماضي.
ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي، ما أقلق قوى عالمية تدعو إلى ضبط النفس.
وتبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة، الجمعة، باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية لليوم الثالث على التوالي في أعنف موجة قتال بين الجارتين منذ ما يقرب من 3 عقود.