"حان وقت الانسحاب".. غضب ديمقراطي من عودة بايدن إلى الأضواء

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والسيدة الأولى السابقة جيل بايدن في مقابلة مطولة في برنامج "ذا فيو" - @TheView
الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والسيدة الأولى السابقة جيل بايدن في مقابلة مطولة في برنامج "ذا فيو" - @TheView
دبي-الشرق

أثارت عودة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى الأضواء مرة أخرى هذا الأسبوع، ردود فعل غاضبة بين عدد من الديمقراطيين الذين كانوا يأملون في أن يبتعد عن الساحة السياسية، ويتقاعد بشكل نهائي لإفساح المجال أمام جيل جديد من قادة الحزب.

وأجرى بايدن مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC انتقد فيها دونالد ترمب، كما ظهر في مقابلة على مع برنامج The View بصحبة زوجته جيل بايدن.

ووفقاً لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، فإن العديد من الديمقراطيين يرون أن استمرار ظهور بايدن في وسائل الإعلام، "يُعيد فتح جراح الماضي، ويعوق التركيز على النجاحات الأخيرة التي حققها الحزب".

وفي المقابل، يعتقد آخرون أن للرئيس السابق دور لا يمكن تجاهله، رغم الانتقادات التي تطاله بشأن حالته الذهنية، ومسؤوليته عن عودة منافسه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. 

وفي مقابلة مطولة في برنامج The View بصحبة السيدة الأميركية الأولى السابقة جيل بايدن، الخميس، اعترف بايدن بدوره في عودة ترمب إلى السُلطة، لكنه دافع عن قراره بالبقاء في السباق الانتخابي في العام الماضي، قبل أن ينسحب في يوليو لصالح نائبته حينها كامالا هاريس.

ولفتت "بوليتيكو"، إلى أن بايدن لم يحصل على الترحيب الحار الذي ربما كان يتوقعه من حزبه، إذ يتوق كثيرون إلى طي صفحة رئاسته، وظهور قادة ووجوه جديدة، في وقتٍ يسعى فيه الديمقراطيون للخروج من حالة الجمود السياسي التي يعيشونها.  

وفي تعليق له على ظهور الرئيس السابق، قال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي تشاك روشا "حان وقت انسحاب جو بايدن من المشهد بكل احترام، وترك القيادة للجيل المقبل من الديمقراطيين".

وأضاف: "كلما ظهر في برنامج، أو أدلى بتصريح، يضطر الحزب إلى الدفاع عنه طوال أسبوع أو شهر، مما يذكرنا مجدداً بهزيمتنا على يد ترمب". 

مأزق سياسي 

وتأتي عودة ظهور بايدن في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي للتغلب على مأزقه السياسي الحالي، بعد أن تم استبعاده من السُلطة في واشنطن، ويخوض نقاشاً محتدماً بشأن استراتيجيته المستقبلية في مواجهة ترمب. 

ورغم أن العديد من الديمقراطيين لا يرحبون بعودة الرئيس السابق، إلا أن تأثير ظهوره لا يمكن تجاهله، إذ يستعد حلفاء بايدن لاحتمال نشر تسجيل صوتي لمقابلة بايدن مع المحقق الخاص روبرت هور، الذي كان قد أجرى تحقيقاً في تعامله مع وثائق سرية، وأثار تساؤلات حول قدراته الذهنية، بالإضافة إلى انتظارهم صدور كتاب "الخطيئة الأصلية"، الذي يتحدث فيه عدد من الصحافيين البارزين عن دوافع بايدن للترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة "رغم وجود أدلة على تدهوره الذهني الشديد"، بحسب النص الترويجي للكتاب، المقرر إصداره في 20 مايو الجاي.

وبالنسبة للعديد من الديمقراطيين، فإن مثل هذه الأحداث تُعيد إحياء مشكلات الحزب القديمة. وقالت أماندا ليتمان، المؤسسة المشاركة لمجموعة Run For Something التقدمية التي تدعم الشباب في الترشح للمناصب "كل ظهور لبايدن يعيدنا إلى الوراء، ويذكّر الناس بالجيل الأكبر سناً من الديمقراطيين الذين أوصلونا إلى هذه الفوضى، بينما نحتاج إلى إعطاء الأولوية لسماع الجيل الجديد من القادة الذين يمكنهم تحفيز الحزب وإعادة بنائه". 

ورغم الانتقادات، يرى بعض الديمقراطيين فائدة في ظهور بايدن مجدداً، مشيرين إلى ضرورة أن يتسم ظهوره بالحكمة والتركيز على الإسهام البنّاء في النقاشات، إذ قالت الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية آشلي إتيان، التي عملت كمستشارة لبايدن، ولرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي "أعتقد أننا نمر بنقطة تحول فارقة كدولة وعالم، وأشخاص مثل جو بايدن يضيفون قيمة إلى النقاشات عندما يركزون على المساهمة الإيجابية".

إعادة بناء الحزب

وذكرت الصحيفة أن بعض الديمقراطيين الآخرين يرحبون بسماع المزيد من الرئيس السابق، إذ قالت إيريكا لوي، التي عملت كمساعدة خاصة لبايدن خلال فترة رئاسته، إنه بينما يحاول الحزب إعادة بناء نفسه بعد خسائره في نوفمبر الماضي، لا يوجد مانع من أن يكون بايدن جزءاً من هذا الحوار، مشيرة إلى أن الأخير هو الشخص الوحيد الذي هزم ترمب في الانتخابات. 

وتابعت: "لا شك أن الديمقراطيين ككل لديهم مشكلة في إيصال الرسائل، لكن لا يمكن تحميل بايدن وحده المسؤولية عن ذلك". 

وفي مقابلته، قال بايدن إنه يعمل على تأليف كتاب خاص به، كما قيّم الخسارة التي تعرضت لها نائبته السابقة كامالا هاريس أمام ترمب في الانتخابات، مؤكداً أن الجمهوريين اتخذوا "مساراً متحيز ضد النساء"، لكنه أقر بمسؤوليته عن فوز الرئيس الأميركي الحالي، قائلاً: "كنت الرئيس وهو فاز، لذا أتحمل المسؤولية". 

وأعرب بعض الديمقراطيين عن تقديرهم لشجاعة بايدن في الاعتراف بذلك علناً، إذ قالت كارين فيني، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية المخضرمة "أعتقد أن الناس كانوا يريدون سماع اعترافه بمسؤوليته عن الخسارة".

صرف الانتباه 

أما بالنسبة لبعض الديمقراطيين، فقد كانت عودة بايدن محبطة بشكل خاص، إذ اعتبروا أنها صرفت الانتباه عن الأخبار الإيجابية التي تخص الحزب، ففي أبريل الماضي، تمكن مرشحهم المفضل من الفوز في سباق المحكمة العليا بولاية ويسكونسن، كما بدأ ترمب يواجه ضغوطاً؛ بسبب تعامله مع الاقتصاد، الذي كان ذات يوم نقطة قوته.

ورغم أن فرص الديمقراطيين لاستعادة مجلس الشيوخ في انتخابات 2026 تبقى ضئيلة؛ بسبب الخريطة الانتخابية الصعبة، إلا أن الصورة أصبحت "أكثر إشراقاً"؛ مما كانت عليه في السابق، بفضل بعض الانتصارات السياسية الأخيرة.

لكن في ظل هذه الأخبار الإيجابية، يرى بعض الديمقراطيين أن عودة بايدن قد تشتت الانتباه بعيداً عن هذه النجاحات، وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي أندرو هيتون"معظم الديمقراطيين سئموا من هذه المشتتات، وآخر ما نريده هو إعطاء مادة إضافية للمشككين". 

وشبّه هيتون الوضع الحالي للديمقراطيين بحرائق الغابات، قائلاً "في مرحلة ما، سيكون من المهم أن نفهم كيف وصلنا إلى هذه النقطة، لكن التركيز على كواليس حملة إعادة انتخاب بايدن ليس ما يهتم به معظم الناس في الوقت الحالي". متسائلاً: "هل يمكننا فقط المضي قدماً؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك