
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنه قد يخفف العقوبات الأميركية على سوريا، مشيراً إلى أن الهدف هو منحها "بداية جديدة"، فيما أفاد مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، بأن اجتماعا سورياً أميركياً رفيع المستوى من المقرر أن يعقد في المنطقة خلال هذا الأسبوع.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "قد نخفف (العقوبات) على سوريا، لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة"، موضحاً أن نظيره التركي رجب طيب أردوغان طلب منه رفع العقوبات المفروضة على دمشق حالياً.
وأضاف: "طلب مني الكثيرون ذلك، لأن طريقة فرضنا للعقوبات على سوريا لا تمنحهم بداية جيدة، لذلك نريد أن نرى كيف يمكننا مساعدتهم".
وتكافح سوريا لتنفيذ شروط سبق أن وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية، والتي أبقتها في عزلة عن النظام المالي العالمي، وتجعل التعافي الاقتصادي صعباً للغاية بعد حرب طاحنة دامت 14 عاماً.
وردت سوريا في أبريل الماضي على رسالة أميركية تحتوي على 8 شروط تريد من دمشق الوفاء بها، منها تدمير أي مخزونات متبقية من الأسلحة الكيميائية، وضمان عدم منح أجانب مناصب قيادية في الحكم.
وقالت أحد المصادر لـ"رويترز"، إن "دمشق حريصة على رؤية جدول زمني واقعي من الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات بشكل دائم".
وفي يناير الماضي، أصدرت الولايات المتحدة إعفاء لمدة 6 أشهر لبعض العقوبات لتشجيع المساعدات، لكن هذا الإعفاء لم يكن له تأثير يُذكر.
اجتماع سوري أميركي رفيع
وقال مصدر مطلع على الجهود الجارية لـ"رويترز"، إن اجتماعاً سورياً أميركياً رفيع المستوى، من المقرر أن يعقد في المنطقة خلال هذا الأسبوع.
وذكرت 3 مصادر، أحدهم مسؤول أميركي مطلع على عملية صنع السياسات، أن واشنطن لم تتمكن بعد من صياغة وتوضيح سياسة متماسكة تجاه سوريا، لكن الإدارة تنظر بشكل متزايد إلى العلاقات مع دمشق من منظور "مكافحة الإرهاب".
ولفت مصدران، إلى أن هذا النهج اتضح من خلال تشكيل الوفد الأميركي في اجتماع عقد، الشهر الماضي، بين واشنطن ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك، والذي ضم مسؤولاً كبيراً لمكافحة الإرهاب من وزارة الخارجية.
ووفقاً للمصادر، قال مسؤولون أميركيون للشيباني، إن واشنطن وجدت أن الخطوات التي اتخذتها دمشق "غير كافية"، وخاصة فيما يتعلق بالمطلب الأميركي بـ"استبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الجيش، وطرد أكبر عدد ممكن منهم".
وأشارت أحد المصادر، إلى أن وزارة الخزانة الأميركية نقلت منذ ذلك الحين مطالبها إلى الحكومة السورية، مما رفع عدد الشروط إلى أكثر من 12.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية السوري حينها، أن زيارته إلى الولايات المتحدة تمثل محطة مهمة في مسار استعادة سوريا لمكانتها الإقليمية والدولية، وتعبيراً عن إرادة السوريين في التفاعل الإيجابي مع العالم وفق قاعدة المصالح المشتركة.
وقال الشيباني: "أشكر الإدارة الأميركية على تسهيل إجراءات زيارة الوفد السوري إلى واشنطن ونيويورك. كما نشكر وفد الإدارة الأميركية على نقاشاتهم البناءة حول مستقبل سوريا، حيث شددنا على ضرورة رفع العقوبات كاملاً وفتح المجال أمام الشعب السوري للعيش بكرامة وحرية".
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية الكشف عن هوية من حضر الاجتماع من الجانب الأميركي، وأكدت أنها لا تعلق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس هيويت، إن "تصرفات السلطات المؤقتة في سوريا سوف تحدد الدعم الأميركي المستقبلي أو تخفيف العقوبات المحتمل".