
قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا "تاريخي"، وأن دمشق ستبدأ "نهضة حديثة"، ووجه الشكر إلى الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وأوضح الشرع، في خطاب من "قصر الشعب" بدمشق، عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، أن قرار رفع العقوبات "تاريخي" و "شجاع"، ووجه حديثه إلى الشعب السوري، قائلاً: "أيها السوريون، إن الطريق لا يزال أمامنا طويلاً، فاليوم قد بدأ العمل الجاد، وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معاً نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل".
وذكر مساعي الحكومة السورية لرفع العقوبات، قائلاً إنه زار العاصمة السعودية الرياض قبل عدة أشهر، والتقى الأمير محمد بن سلمان، مضيفاً: "وعدني ببذل وسعه للسعي لإزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وعيون شعبه حباً كبيراً".
وتابع: "ثم زرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري، وتحمل ودولته الكثير خلال 14 عاماً، واستضاف فيها ملايين السوريين مع كل ما تحمله من أعباء".
وواصل حديثه أنه تبادل الزيارات مع الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، "الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجله التاريخ"، مشيراً إلى أنه زار الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد "الذي سارع بفتح أبواب الإمارات لإخوانه السوريين، وأبدى استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد".
ولفت إلى أن الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين "كان أول من بارك لنا"، وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطان عمان، ولا أنسى ملك الأردن عبدالله بن الحسين، وترحيبه الحار وموقف المملكة بالقضايا الساخنة.
وأردف الشرع: "كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، رأيت بعينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقاء في اليمن السعيد، والرئيس محمد شياع السوداني، الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات السورية العراقية".
وتابع: "ثم كان لقاؤنا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أبدى استعداده مبكراً لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات".
وأردف الرئيس السوري: "فقد صدق الأمير محمد بن سلمان بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ محمد بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعاً بمشاعرهم".
وأضاف الشرع أن الرئيس الأميركي "استجاب لكل هذا الحب"، مشيراً إلى أن قرار رفع العقوبات كان قراراً "تاريخياً شجاعاً".
"لن نسمح بتقسيم سوريا"
وأكد الرئيس السوري أن دمشق "تلتزم بتعزيز المناخ الاستثماري، وتطوير التشريعات الاقتصادية وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة".
ورحب بجميع المستثمرين "من أبناء الوطن في الداخل والخارج، ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء حول العالم، وندعوهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات".
وتعهد الشرع بأن تكون سوريا "أرضاً للسلام والعمل المشترك، وتكون وفية لكل يد امتدت إليها بخير"، مضيفاً أن بلاده "لن تكون ساحة لصراع النفوذ، ولا منصة للأطماع الخارجية، ولن نسمح بتقسيم سوريا، ولن نفسح المجال لإحياء سرديات النظام السابق لتفتيت شعبنا، سوريا لكل السوريين".
وشدد على أن "سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة"، لافتاً إلى أن "الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعاً".
واجتمع ترمب في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، مع نظيره السوري أحمد الشرع، بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات المفروضة على دمشق.