
شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يأمل في تحقيق حل للأزمة الأوكرانية، مؤكداً على عدم وجود حل عسكري، وذلك فيما تستضيف إسطنبول التركية مسؤولين بارزين من روسيا وأوكرانيا لبحث سبل إنهاء الحرب التي اندلعت في فبراير 2022.
وقال روبيو للصحافيين على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في أنطاليا جنوبي تركيا، إن ترمب يريد انتهاء الحروب، ويأمل بتحقيق ذلك مع روسيا وأوكرانيا، مؤكداً على رغبة واشنطن في رؤية تقدم في مفاوضات إسطنبول.
وأوضح أن ترمب مستعد لأي آلية من شأنها إنهاء الحرب وتحقيق السلام الدائم، وأضاف: "إنه يريد انتهاء الحروب، ويأمل في تحقيق ذلك مع روسيا وأوكرانيا، وسنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة، لكننا نريد أن نرى تقدماً". كما شدد على عدم وجود حل عسكري لأزمة روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب حلاً دبلوماسياً.
كما تطرق روبيو في تصريحاته لمسألة زيادة إنفاق الحلف العسكري، واستخدم وزير الخارجية الأميركي، نبرة أكثر اعتدالاً تجاه "الناتو" مقارنةً ببعض أعضاء إدارة ترمب الذين أثاروا مخاوف أوروبية بشأن التزام واشنطن بتحالف يعتمد بشكل كبير على القوة العسكرية الأميركية.
وصرح روبيو: "لدى الناتو فرصة ليزداد قوة. التحالف... لا تزيد قوته إلا بقدر قوة أضعف حلقاته، ونحن نعتزم ونسعى جاهدين لتجنب أي حلقات ضعيفة في هذا التحالف".
مفاوضات إسطنبول
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أن تركيا تلعب دوراً كبيراً في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، على اعتبار أنها تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الشركاء المعنيين، كما أن تركيا "بيئة جادة" للمفاوضات على حد تعبيره.
وأضاف روته للصحافيين أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار والمفاوضات العاجلة مع روسيا، وقال: "الكرة باتت الآن في ملعب روسيا بوضوح، ويجب أن يوضحوا ما يفعلونه، ولماذا هم موجودون أو غير موجودين هنا".
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية، وأنه لا يمكن الوصول إلى السلام الدائم إلا عبر الدبلوماسية والحوار.
وقال فيدان: "موقفنا واضح حيال إرساء السلام في المنطقة وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية"، وأضاف: "تركيا ستلعب دوراً فاعلاً في تعزيز منظومة الأمن الدولية لكونها ثاني أكبر جيش في حلف الناتو".
بدوره أكد وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب في تصريحه، على أهمية مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بين البلدين، وأثار مسألة عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحادثات في إسطنبول، واعتبر أن ذلك "يُظهر بوضوح أين يجب توجيه الضغوط لتحقيق السلام".
إنفاق "الناتو"
وفي سياق آخر، أيدت ألمانيا مطلب ترمب بمضاعفة هدف الإنفاق الدفاعي لحلف "الناتو" إلى أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين حثت واشنطن الدول على إزالة أي "نقاط ضعف" في التحالف ناجمة عن نقص الاستثمار العسكري.
وقال وزير الخارجية الألماني الجديد، يوهان فادفول، في إشارة إلى اتفاقية الدفاع المشترك للحلف العسكري: "نحن نتبعه (ترمب)، ونرى في ذلك التزاماً واضحاً من الولايات المتحدة بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو".
ومع بقاء 6 أسابيع على انعقاد قمة قادة "الناتو" في لاهاي، تسعى الدول الأعضاء جاهدةً لتلبية مطالب ترمب، بهدف منع تكرار تهديدات الرئيس الأميركي السابقة بالانسحاب من الحلف أو إضعاف التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي.
وقال وزير الخارجية الإستوني، مارغوس تساهكنا، في أنطاليا: "يجب أن يكون هدف الدول الأعضاء في حلف الناتو 5% في المستقبل. ونحن لا نتحدث عن أي شيء آخر سوى الإنفاق الدفاعي الحقيقي، وهو ما تحدده قواعد الناتو".
وأعرب الأمين العام للحلف عن تفاؤله بأن المزيد من الدول ستحقق هدف الناتو الحالي قبل القمة. وقال "يبدو الآن أننا سنقطع شوطاً طويلاً في جلب التحالف بأكمله إلى مستوى الـ2%، وهو ما سيشكل منصة إطلاق القمة".