قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، إن اجتماعه مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في مدينة أنطاليا التركية، الأربعاء، "كان إيجابياً بشكل كبير"، مشيراً إلى أنه شهد اتفاقاً على تشكيل فرق تقنية سريعة، وعقد لقاء بعد أسبوع لإزالة العقوبات على سوريا بشكل سريع، وأضاف أن "العملية دخلت حيز التنفيذ".
وذكر الشيباني، خلال مقابلة مع قناة "الإخبارية" السورية، أن روبيو أخبره بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "رجل عملي جداً، ومهتم بالوضع في سوريا، وعندما أعلن عن رفع العقوبات، فإنه يعني هذه الكلمة حقيقة".
واستضافت أنطاليا، الخميس، اجتماعاً بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره السوري، وبحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث تم "بحث تفاصيل رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، وسبل بناء علاقة استراتيجية"، بحسب بيان للخارجية السورية.
وتابع الشيباني: "الجانب الأميركي قال إنه يريد سوريا دولة قوية موحدة واحدة، ونريد أن نرى عملية إعادة الإعمار تمت قبل نهاية ولاية ترمب، وقد عاد السوريون إليها".
وبشأن تفسيره للتحول الكبير في الموقف الأميركي، قال الشيباني إن "سوريا ليست دولة هامشية، ولديها مصالح مشتركة مع الجميع، مصالح أمنية واستثمارية واقتصادية، وحتى أخلاقية".
وقال الشيباني إن سوريا بدأت منذ 8 ديسمبر الماضي (تاريخ سقوط نظام الأسد) في تطبيع العلاقات مع جميع الدول، بما فيها دول المنطقة والدول الإقليمية، والدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة. وأضاف: "اليوم تم تتويج هذه الجهود من خلال تطبيع العلاقات السورية الأميركية". وتابع: "هذا نهج قد انتهجناه من خلال الدبلوماسية السورية الجديدة المنفتحة المتعاونة والتي تشكل مصدر تعاون مع جميع دول المنطقة".
واجتمع ترمب في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، مع نظيره السوري أحمد الشرع، بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي، خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، رفع العقوبات المفروضة على دمشق.
علاقات مع الصين وروسيا
ورداً على سؤال بشأن العلاقات مع روسيا والصين والمعسكر الشرقي، رد الشيباني: "لا أعتقد أن العالم اليوم يحكم بين معسكرين شرقي وغربي، هناك مصالح تحكم العالم، ونحن ننطلق من مصالحنا الوطنية، وانطلاقاً من مصالح شعبنا، وعلى هذا الأساس تتعامل معنا الدول".
وتابع وزير الخارجية السوري: "لدينا مصالح مع الجميع، ولا يمكن أن نستبدل علاقة بأخرى إلا وفقاً لمصالحنا، نريد علاقة متميزة واستراتيجية مع الولايات المتحدة، وكذلك نريد علاقة جيدة مع روسيا والصين، لا يمكن لسوريا أن تزدهر ويعاد إليها إعادة الإعمار إلا بعلاقة هادئة وإيجابية مع الجميع".
وشدد الشيباني على أن سوريا "لن تكون في دائرة الاستقطاب، ولن نكون في ذات النهج الذي انتهجه النظام السابق، حيث وضع سوريا ضمن مصالح ضيقة جداً".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عقب لقائه الشيباني أن واشنطن ستصدر "إعفاءات أولية" من العقوبات القانونية المفروضة على سوريا.
وأشار روبيو إلى أن الحكومة السورية "عبّرت عن اهتمامها بأن تكون في سلام مع جميع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل". وأردف: "كما عبّروا عن رغبتهم في طرد المقاتلين الأجانب والإرهابيين وغيرهم ممن يزعزعون استقرار البلاد، وقد طلبوا مساعدتنا، وسنسعى لمساعدتهم".
وأكد أن الولايات المتحدة ترغب في رؤية تقدم بسوريا، وقال: "سنتعامل مع كل خطوة يخطونها على هذا المسار، ونعلم أنه طريق طويل، لأن ما حدث استغرق وقتاً طويلاً، ونحن ندرك ذلك، ولكنها فرصة تاريخية، وإذا نجحت، فسيكون لها تأثير جوهري هائل على المنطقة".