يجتمع مفاوضون من روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الجمعة، في أول محادثات سلام بين البلدين منذ أكثر من ثلاث سنوات في الوقت الذي يتعرض فيه الجانبان لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيعود إلى واشنطن بعد انتهاء جولته الخليجية، وأضاف: "دعونا نرى ما سيحدث بالنسبة لروسيا وأوكرانيا"، في إشارة إلى المحادثات الجارية بين البلدين في تركيا.
وذكر ترمب، خلال زيارته العاصمة الإماراتية أبوظبي، أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بمجرد أن نتمكن من ترتيب الأمر"، بحسب تعبيره.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عن مصادر في وزارة الخارجية التركية قولها إن "اجتماعاً بين مسؤولين أتراك وأميركيين وأوكرانيين عقد في الساعة 07:45 بتوقيت جرينتش، وتليه محادثات بين الوفود التركية والروسية والأوكرانية في الساعة 09:30 بتوقيت جرينتش".
وقال الناطق باسم الخارجية التركية أونجو كيتشيلي إنه "ليس من المستبعد إجراء مفاوضات مباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الجمعة"، بحسب ما أوردته قناة "روسيا اليوم".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن مدير تخطيط السياسات مايكل أنطون سيمثل الولايات المتحدة في محادثات مع وفد روسي في إسطنبول.
وكانت مصادر قالت، الخميس، إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيترأس وفد بلاده، بينما سيكون الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، والروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي (رئيس الوفد المفاوض).
وعقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اجتماعاً مع الوفد الروسي في مكتب الرئاسة بقصر دولمة بهجة، في حين قال روبيو إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا سيتطلب اجتماع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.
ورفض بوتين، الخميس، لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجهاً لوجه في إسطنبول، وأرسل وفداً من المستشارين ونواب الوزراء لإجراء المحادثات، ما وجه ضربة لآمال إحراز تقدم في عملية السلام.
آلية تسوية
من جانبه، قال السفير في وزارة الخارجية الروسية لشؤون جرائم نظام كييف، روديون ميروشنيك، الجمعة، إن هناك فرصة لأن تتمكن مجموعات التفاوض التي شكلتها موسكو وكييف من إيجاد آلية لتسوية الصراع في أوكرانيا.
وقال ميروشنيك، خلال إفادة صحفية أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية: "أولاً، علينا أن نمر عبر المسار الأول، أي التوصل إلى اتفاق لتحقيق السلام، أي إيجاد آلية التسوية نفسها، والمجموعات التي تشكلت من الجانبين قادرة تماماً على القيام بذلك، ويمكنهم تطوير نموذج يكون مقبولاً لكل من روسيا وأوكرانيا، ويقبله المجتمع الدولي. هناك مثل هذه الفرص".
وأضاف: "الجانب الروسي فعل كل ما في وسعه لتنظيم المفاوضات في إسطنبول، لكنه غير مسؤول عن سلوك كييف غير المتوقع".
وتابع ميروشنيك: "إن تحمل مسؤولية خصم لا يمكن التنبؤ بسلوكه ومتقلب للغاية ليس بالمهمة المجدية. لأننا اليوم قمنا بكل ما كان علينا فعله في هذه المرحلة. لقد بادرنا، وأعددنا منصة التفاوض، وقدمنا مجموعة من المفاوضين ذوي الكفاءة والمخولين، ولدينا مقترحاتنا الموصوفة وفقاً لذلك على شكل وثائق. من الصعب بالنسبة لي أن أتخيل ما كان ينبغي لروسيا أن تفعله أكثر من ذلك.. كيف سيتصرف الوفد الأوكراني، لا أعلم".
وقال إن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً سيسمح لكييف بإعادة التسلح والوصول إلى مستوى جديد من التصعيد، وهذه ليست خطوة نحو السلام.
وأضاف في هذا الصدد: "نفهم بوضوح أن الجانب الأوكراني يحتاج إليها (هدنة الـ30 يوماً) فقط لتعزيز مواقعه بشكل أكبر، وبناء التحصينات، والتزود بالأسلحة، وإعادة تجميع القوات والموارد، وما إلى ذلك. أي من أجل الوصول إلى مستوى تصعيد جديد خلال شهر، ومن الطبيعي أن هذه الخطوة ليست في اتجاه التسوية، بل في الاتجاه المعاكس".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح، في وقت سابق، استئناف المحادثات المباشرة بين أوكرانيا ودون شروط مسبقة في إسطنبول في 15 مايو الجاري، ولم يستبعد أن تتوصل الأطراف خلال المفاوضات ذات الصلة إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
واستضافت إسطنبول، في مارس 2022، عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات، قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.