فرنسا: مصممون على الاعتراف بدولة فلسطين وندعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل

بارو: تسهيل الإسرائيليين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف"

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي/باريس-الشرقرويترز

أكدت فرنسا، الثلاثاء، تمسكها بالاعتراف بدولة فلسطين، معربة عن دعمها لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بحسب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي حذر الإسرائيليين من عواقب إذا لم توقف هجومها الجديد على قطاع غزة.

وقال بارو إن تسهيل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة "غير كاف"، داعياً تل أبيب إلى ضمان تقديم مساعدات ضخمة وفورية بدون أي عوائق للقطاع الفلسطيني.

وبعد شهرين من الحصار الكامل للمساعدات الإنسانية، سمحت إسرائيل، الاثنين، بوصول محدود لشاحنات المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني من وضع إنساني كارثي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي دخول 5 شاحنات إلى غزة، لكن مسؤولي الإغاثة بالأمم المتحدة أكدوا السماح لـ9 شاحنات بالدخول، وهي كمية وصفها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، بأنها "قطرة في محيط".

وقال وزير الخارجية الفرنسي: "من المؤكد أن الجيش الإسرائيلي يمنع وصول جميع المساعدات الإنسانية منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وقد قرر فتح الباب قليلاً، لا سيما لأسباب سياسية داخلية". وأشار إلى أن هذه المساعدات غير كافية.

وحذر الوزير الفرنسي في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" من أن "الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر؛ لأن العنف الأعمى الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ومنع المساعدات الإنسانية حولا غزة إلى مكان للموت إن لم نقل مقبرة".

وأضاف بارو: "هذا غير كاف على الإطلاق.. يجب أن يتوقف كل هذا، لا يمكن أن نغض الطرف عن معاناة سكان غزة، يجب تقديم مساعدات فورية وضخمة وبدون أي عوائق".

انتهاك للقوانين الدولية

ودعا بارو إلى وقف هذا الوضع فوراً "فالجميع يدرك أنه اعتداء صارخ على الكرامة الإنسانية، وانتهاك لجميع قواعد القانون الدولي، ويتعارض أيضاً مع أمن إسرائيل، الذي توليه فرنسا أهمية، لأن من يزرع العنف يحصد العنف".

وقال الوزير الفرنسي إن باريس تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تحترم التزاماتها تجاه حقوق الإنسان، وأضاف بشأن المساعدات "هذا غير كاف على الإطلاق.. هناك حاجة إلى مساعدات فورية وضخمة".

وأردف يقول: "بمجرد ثبوت انتهاكات حقوق الإنسان، يمكن تعليق الاتفاقية"، موضحاً أن مثل هذا القرار سيكون له تأثير تجاري على إسرائيل.

وأضاف: "الصور التي تصلنا من غزة ووضع المدنيين والنساء والأطفال يجبراننا اليوم على المضي قدماً".

وأشار بارو إلى العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، واحتمال تعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، التي اقترحتها هولندا بدعم من فرنسا.

وأضاف: "لهذه الاتفاقيات بُعد سياسي وتجاري، لذا لا مصلحة لإسرائيل ولا للاتحاد الأوروبي في تعليقها، لكن وضع المدنيين في غزة يتطلب منا اتخاذ خطوة إضافية". 

اقرأ أيضاً

بريطانيا وفرنسا وكندا تهدد إسرائيل بـ"عقوبات" إذا استمر الهجوم على غزة

حذرت بريطانيا وفرنسا وكندا من أن دولهم ستتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الذي استأنفته على غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات.

وقال بارو: "هدفنا منذ 7 أكتوبر هو نزع سلاح حماس وتحرير الرهائن، لكن ما نريده أيضاً هو أمن إسرائيل.. لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثاً من العنف والكراهية. لهذا السبب نحن مصممون على الاعتراف بدولة فلسطين".

واعتبر الوزير الفرنسي أن "موقف الحكومة الإسرائيلية يُعرّض أمن إسرائيل في المستقبل للخطر". وتابع: "ندعم الأصوات في إسرائيل وخارجها التي تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التعقل".

وكان زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا هددوا، الاثنين، بفرض "إجراءات" على إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري الجديد على غزة وترفع القيود التي فرضتها على دخول المساعدات إلى القطاع؛ مما زاد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غير أنهم لم يحددوا الإجراءات التي قد يتخذونها، وقال دبلوماسيون إن الدول الثلاث ستظل تلتزم الحذر بالنظر إلى شراكتها الاستراتيجية الوثيقة مع إسرائيل.

وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بيان الدول الثلاث بالقول إن هذه الدول "تمنح جائزة ضخمة لهجوم الإبادة الجماعية الذي تعرّضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر"، على حدّ تعبيره، مضيفاً أن الدعوة لوقف الحرب وإنشاء دولة فلسطينية "تشجع المزيد من الفظائع".

وأكد نتنياهو أن الحرب "يمكن أن تنتهي فوراً إذا أُطلق سراح جميع المختطفين، وتم نزع سلاح حماس، وإبعاد قادتها من غزة". وأضاف: "لا يمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تفعل".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، إن تهيئة وضع يسمح بدخول مئات الشاحنات يومياً سيستغرق وقتاً، لكنه أضاف "أعتقد أن اتخاذ القرار بشأن عدد الشاحنات التي ستدخل يعود للقيادة السياسية".

تصنيفات

قصص قد تهمك