وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مقاطعة كورسك في غرب البلاد، الأربعاء، وذلك بعد استعادة السيطرة عليها وطرد القوات الأوكرانية منها، بمشاركة قوات كورية شمالية، حسبما نقلت وسائل إعلام روسية رسمية.
وذكرت وكالة "تاس" أن هذه الزيارة الأولى للرئيس الروسي منذ "التحرير الكامل" للمنطقة وطرد القوات الأوكرانية منها، حيث أعلن عن اكتمال العملية في 26 أبريل الماضي.
ونشر الكرملين لقطات فيديو لتقرير بشأن "تحرير مقاطعة كورسك".
وذكرت "تاس" أن الرئيس بوتين التقى بمتطوعين في مقاطعة كورسك في ملجأ إنساني، وزار محطة كورسك 2 النووية. وحضر الاجتماع أيضاً القائم بأعمال حاكم المنطقة، ألكسندر خينشتاين، والنائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية، سيرجي كيريينكو.
وتقع كورسك في غرب روسيا، على حدود منطقة سومي الأوكرانية. وفي السادس من أغسطس 2024، فجرت أوكرانيا إحدى أكبر مفاجآت الحرب عندما اجتاحت قواتها الحدود، وسيطرت على قطعة أرض قالت إن مساحتها بلغت 1376 كيلومتراً مربعاً (530 ميلاً مربعاً) في ذروتها، وتضمنت حوالي 100 بلدة وقرية.
ومنذ ذلك الحين، استعادت القوات الروسية وقوات من كوريا الشمالية، حليفة موسكو، معظم تلك الأراضي.
تدمير النصب التذكارية
وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع متطوعين إن "تشكيلات الجيش الأوكراني دمّرت نصب تذكارية تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، مما يكشف عن جوهرها النازي الجديد الوحشي"، وفق تعبيره.
وأشار أحد المشاركين في الاجتماع إلى أن "الأوكرانيين يهاجمون النصب التذكارية، ويكثفون ضرباتهم بالطائرات المسيرة خصوصاً عند وجود المتطوعين في عين المكان"، وفق قوله.
وقال بوتين: "من الواضح من نحارب عندما يقومون بشكل مباشر بتدمير النصب التذكارية للحرب العالمية الثانية”، مضيفاً: "هذا يمنحنا كل الحق في القول إننا نواجه أشخاصاً يتبنون أيديولوجيا النازية الجديدة"، على حد وصفه.
قوات كوريا الشمالية
ونشرت كوريا الشمالية آلاف الجنود ووفرت كميات هائلة من ذخيرة المدفعية والصواريخ؛ مما ساعد روسيا في صد التوغل الأوكراني في منطقة كورسك بغرب البلاد، وفق "رويترز".
واستمرت العملية في المنطقة حتى استعادتها 264 يوماً. وفي 26 أبريل الماضي، أبلغ رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في الاتحاد الروسي فاليري جيراسيموف بوتين باستكمال عملية تحرير منطقة كورسك.
ووفقا لاستخبارات كوريا الجنوبية، لقي نحو 600 جندي كوري شمالي حتفهم أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا، من إجمالي 15 ألف جندي جرى نشرهم في المنطقة.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قال إن مشاركة كوريا الشمالية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا مبررة، واصفا إياها بأنها ممارسة للحقوق السيادية دفاعا عن "شعب شقيق".