روسيا تنفي عرقلة محادثات أوكرانيا: جهود السلام تجري خلف أبواب مغلقة

الكرملين: مكان الاجتماع مع كييف لم يحدد بعد.. والعمل جار لتنفيذ اتفاقات إسطنبول

time reading iconدقائق القراءة - 7
منظر لنهر موسكفا بالقرب من الكرملين وسط موسكو. روسيا. 19 مايو 2025 - Reuters
منظر لنهر موسكفا بالقرب من الكرملين وسط موسكو. روسيا. 19 مايو 2025 - Reuters
موسكو -الشرقرويترز

رفضت روسيا، الأربعاء، اتهامات أوكرانية وأوروبية بمحاولة إطالة أمد عملية السلام في أوكرانيا، لكنها قالت إنه لا قرار بعد بشأن مكان انعقاد المحادثات، وذلك رداً على سؤال بشأن إمكانية استضافة الفاتيكان لها، مشددة على أن جهود السلام "تجري وراء أبواب مغلقة".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إنه "سيكون من الرائع" أن تُجري روسيا وأوكرانيا محادثات لوقف إطلاق النار في الفاتيكان، مشيراً إلى أن ذلك سيُضفي أهمية إضافية على الإجراءات.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، الثلاثاء إن البابا ليو الرابع عشر، أكد لها استعداده لاستضافة الجولة القادمة من المفاوضات.

اقرأ أيضاً

ترمب: طلبت لقاء بوتين.. وعقد محادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان سيكون رائعاً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيكون من الرائع أن تعقد روسيا وأوكرانيا محادثات في الفاتيكان لوقف الحرب، مشيراً إلى أن ذلك سيضفي أهمية إضافية على المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن روسيا ترحب "باستعداد وجهود جميع الأطراف الراغبة في المساهمة في تسوية سريعة"، ولكن لم يتخذ أي قرار حتى الآن بشأن مكان انعقاد الاجتماع المقبل، مشيراً إلى أن موسكو لم تتلقَّ أي مقترحات محددة من الفاتيكان.

وأردف: "يجري العمل على تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إسطنبول بشأن تبادل الأسرى بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا بصيغة ألف مقابل ألف، وسيجري إعداد قائمة شروط وقف إطلاق النار بشكل منفصل".

وأكد أن "الحكومة ستقوم بإضفاء الطابع الرسمي على القرارات التي اتخذها بوتين خلال اجتماعاته في منطقة كورسك".

اتهامات أوكرانية وأوروبية لموسكو

والتقى طرفا النزاع في إسطنبول الأسبوع الماضي في أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ مارس 2022، واتفقا على تبادل ألف سجين من كل جانب، لكن روسيا لم توافق على وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، وهو ما كانت تسعى إليه أوكرانيا.

وتحدث الرئيس فلاديمير بوتين هاتفياً مع ترمب، الاثنين، وقال إن روسيا وأوكرانيا ستعملان على مذكرة تفاهم تتعلق باتفاق سلام، ما أثار اتهامات جديدة من كييف وحكومات أوروبية بأن موسكو "تماطل"، وليس لديها اهتمام جدي بالسلام.

ونفى بيسكوف ذلك، قائلاً: "لا أحد يرغب في تأخير العملية. الجميع يعمل بنشاط وحيوية. سنبقيكم على اطلاع".

وأضاف: "بالتأكيد، معظم العمل على مذكرة التفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية مع أوكرانيا يجري خلف أبواب مغلقة. ولأسباب واضحة، لا ينبغي أن يكون معلناً".

"روسيا ستدافع عن سفنها كل السبل"

وعندما سُئل المتحدث باسم الكرملين، عما يمكن أن تفعله روسيا لحماية مصالحها الملاحية في بحر البلطيق؛ مما وصفته موسكو بأنه "عمل عدائي" من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، قال للصحافيين: "كما أظهرت الأحداث الأخيرة المتعلقة بمحاولة هجوم القراصنة على إحدى الناقلات، أثبتت روسيا أنها قادرة على الرد بحزم شديد".

وأعلنت إستونيا، الخميس، أن موسكو أرسلت لفترة وجيزة طائرة مقاتلة إلى المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فوق بحر البلطيق خلال محاولة إستونية لاعتراض ناقلة نفط متجهة إلى روسيا، يُعتقد أنها جزء من "أسطول ظل" يتحدى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وقال بيسكوف إن روسيا مستعدة لاستخدام "جميع الوسائل" المتاحة لها مستقبلاً للرد على مثل هذه الحوادث في إطار القانون الدولي، ولديها مجموعة واسعة من خيارات الرد.

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإستونية العامة (ERR)، الثلاثاء، بأن روسيا أفرجت عن ناقلة نفط مملوكة لليونان كانت محتجزة في المياه الروسية، الأحد، بعد مغادرتها ميناءً إستونياً.

واتهمت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، حلف "الناتو" بتنفيذ ما وصفته بـ"أعمال عدائية" في بحر البلطيق، ما عرقل حرية الملاحة بعد أن حاولت إستونيا الاستيلاء على الناقلة المتجهة إلى روسيا وفشلت في ذلك.

عملية تبادل سجناء مع الولايات المتحدة

وأعلن المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تبادل سجناء بين البلدين، لكن توقيت التبادل لم يُحدد بعد.

وناقش ترمب وبوتين تبادلاً محتملاً للسجناء يشمل 9 أشخاص من كل جانب خلال مكالمة هاتفية، الاثنين.

وعند سؤاله عن آخر المستجدات، قال بيسكوف، إن ما أسماه "وكالات حكومية مختصة" من الجانبين على اتصال ببعضها البعض بشأن هذه القضية.

وقال مصدر مقرب من الكرملين لوكالة "رويترز" إن الجانب الأميركي زود موسكو سابقاً بقائمة تضم 9 أميركيين مسجونين في روسيا، وتريد واشنطن إعادتهم.

"القبة الذهبية" مسألة سيادية لواشنطن

على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الكرملين إن تطورات الأوضاع في المستقبل المنظور تستدعي استئناف الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مسائل الاستقرار الاستراتيجي.

وقال بيسكوف إن الخطط الأميركية لإطلاق منظومة "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي هي مسألة سيادية بالنسبة لواشنطن.

وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن هناك تهديداً صاروخياً، فمن الطبيعي أن تقوم بتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي".

وأعلن ترمب، الثلاثاء، أنه اختار تصميماً لدرع "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولار، وعيّن جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا.

اقرأ أيضاً

ترمب: سننجز القبة الذهبية خلال 3 سنوات بتكلفة 175 مليار دولار

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، في البيت الأبيض، عن مشروع "القبة الذهبية"، وهو نظام دفاع جوي جديد يهدف إلى حماية أميركا من الهجمات الصاروخية.

ومشروع "القبة الذهبية"، المستوحى من منظومة دفاع "القبة الحديدية" الإسرائيلية، هو مشروع طموح يهدف إلى صد التهديدات من الصين وروسيا، اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة أكبر منافسيها الجيوسياسيين.

وعندما سُئل بيسكوف عما إذا كانت روسيا ترى في المشروع تهديداً للتكافؤ النووي بينها وبين الولايات المتحدة، أجاب بأنه لا توجد تفاصيل بشأن المشروع الأميركي، ولا تزال هناك العديد من الفروق الدقيقة.

ومضى قائلاً: "روسيا والولايات المتحدة بحجة لإعادة إنشاء الإطار القانوني المدمر للاستقرار الاستراتيجي. عدد من الوثائق فقدت صلاحيتها، ولا بد من إعادة بناء هذه القاعدة بما يخدم مصالح بلدينا، ويضمن الأمن في جميع أنحاء العالم".

وأعربت روسيا والولايات المتحدة، وهما أكبر قوتين نوويتين، عن أسفهما لانهيار معاهدات الحد من الأسلحة التي سعت إلى إبطاء سباق التسلح والحد من خطر الحرب النووية.

وتُلقي الولايات المتحدة باللوم على روسيا في انهيار اتفاقيات مثل معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972، ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987.

انسحبت الولايات المتحدة رسمياً من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى عام 2019، مشيرةً إلى انتهاكات روسية نفتها موسكو. كما انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية عام 2002.

تصنيفات

قصص قد تهمك