الصين تدعو دول الخليج والآسيان لإنشاء "سوق كبيرة" مشتركة

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج خلال القمة الخليجية والآسيان والصين في العاصمة الماليزية كوالالمبور. 27 مايو 2025 - REUTERS
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج خلال القمة الخليجية والآسيان والصين في العاصمة الماليزية كوالالمبور. 27 مايو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

استضافت العاصمة الماليزية كوالالمبور، الثلاثاء، قمة ثلاثية بين مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين، دعت فيها بكين إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وتوسيع الانفتاح، وتطوير سوق كبيرة، فيما أعربت السعودية عن التزامها بتسهيل حركة التجارة، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، والسعي إلى بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج في كلمته بالقمة إنه "رغم أن دولنا تمر بمراحل تنموية مختلفة، لا ينبغي أن تشكل هذه الفوارق عائقاً أمام التعاون، بل يجب تحويلها إلى قوة تكاملية يمكن استغلالها".

وأعرب لي عن استعداد بلاده للعمل مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" ومجلس التعاون الخليجي لـ"تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية بشكل مشترك".

كما أعرب عن تطلعه لـ"الانتهاء من المحادثات بشأن اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين مختلف الأطراف ومجلس التعاون الخليجي في أقرب وقت"، حاثاً الأطراف الثلاثة على "بناء سوق مشتركة واسعة تتدفق فيها الموارد والتقنيات والمواهب بكفاءة أكبر، وتتمتع فيها التجارة والاستثمار بمزيد من الحرية والراحة".

وشدد على ضرورة أن "يتمسك جميع الأطراف بحزم بنظام التجارة متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، والعمل من أجل تعزيز بيئة سوق دولية مستقرة ومنظمة".

السعودية: ملتزمون بنمو اقتصادي مستدام

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن القمة تمثل "خطوة متقدمة في مسيرة التعاون التي بدأت مع القمة الأولى لدول مجلس التعاون ورابطة الآسيان في الرياض عام 2023، والتي أرست دعائم شراكة طموحة عززت الروابط الاقتصادية والتجارية، وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الطاقة، والتعليم، والأمن، والابتكار".

وأضاف: "نجتمع لتعميق هذه الشراكة، من خلال انضمام الصين"، مؤكداً "الالتزام بدعم نمو اقتصادي طويل الأجل يتسم بالشمولية والاستدامة، يشمل جميع فئات المجتمع، ويحافظ على التوازن البيئي".

وقال: "نسعى إلى تسريع التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون، والنظيفة، والمتجددة، والاستفادة من مبادرات الحزام والطريق الصينية لدعم الترابط الإقليمي، وتكامل دول الآسيان مع دول مجلس التعاون".

وأكد وزير الخارجية السعودي، أن المملكة "ملتزمة من خلال رؤية 2030 بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة، وتسهيل حركة التجارة، وتذليل العقبات أمام التبادل التجاري".

وأعرب عن تطلع بلاده من خلال هذه القمة لـ"توسيع التعاون بين الدول المجتمعة في جميع المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك بهدف بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد تعود بالنفع على شعوبنا وتعزز مكانتنا في المجتمع الدولي".

وأشار إلى أن "المملكة تؤكد ضرورة العمل الجماعي لتحقيق حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأردف: "كما نشارككم الرغبة والاستعداد لبذل كل جهد ممكن في سبيل وقف الحرب والتوصل لحل سلمي مستدام في أوكرانيا".

24 تريليون دولار

واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في كلمة له خلال، أن "القمة الثلاثية تمثل حدثاً استثنائياً بكل المقاييس، وتعكس إدراكاً مشتركاً لأهمية تعزيز التشاور السياسي، وتبادل الرؤى حول قضايا السلم والتنمية الاقتصادية، وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، في وقت تتسارع فيه التحولات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والبيئية".

وذكر البديوي أن القمة "تعكس واقعاً جديداً تؤكده أرقام لا تقبل التأويل، حيث يمثل تعداد سكان دولنا أكثر من 2.14 مليار نسمة، أي نحو 27% من سكان العالم، ضمن سوق يمتد من الخليج العربي إلى المحيط الهادئ، ويحمل إمكانات استهلاكية وإنتاجية هائلة لا يمكن تجاهلها في معادلات الاقتصاد العالمي".

ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون، و"الآسيان"، والصين أكثر من 24 تريليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 22% من الناتج العالمي، مع توقعات بنمو سنوي يتراوح بين نسبة 4 إلى 6% حتى عام 2030، مدفوعاً بالتحول الرقمي، والطاقة النظيفة، وسلاسل التوريد الذكية، بحسب البديوي.

وذكر أن حجم التجارة بين دول مجلس التعاون وكل من الصين و"الآسيان" بلغ معاً نحو 347 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يشكل أكثر من ثلث تجارة مجلس التعاون مع دول العالم قاطبة، مع مؤشرات واضحة على أن هذا الرقم قد يتجاوز 500 مليار دولار بحلول عام 2030.

تصنيفات

قصص قد تهمك