خطة إسرائيل لمساعدات غزة "خارج السيطرة".. تدافع الآلاف و"انسحاب" الفريق الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي-الشرق

أظهرت مشاهد مصورة تدافع آلاف الفلسطينيين في محيط أحد مراكز توزيع المساعدات في جنوب غزة، الثلاثاء، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي افتتاحه تحت إدارة "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي أقرّت في وقت لاحق بانسحاب أفرادها من المركز جرّاء وصول "أعداد كبيرة جداً"، فيما قال مركز الإعلام الحكومي في القطاع إن ما حدث "فشل ذريع" لإسرائيل.

وذكرت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، في بيان، أن "عدد طالبي المساعدات كان في لحظة ما كبيراً جداً، الثلاثاء، مما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها وتجنب الإصابات"، بحسب تعبيرها.

وزعمت الشركة أن "سكان غزة واجهوا تأخيراً لعدة ساعات في الوصول إلى الموقع بسبب الحصار الذي تفرضه حركة حماس"، قائلة إنها "وزعت حتى الآن نحو 8 آلاف صندوق غذائي، بإجمالي 462 ألف وجبة"، في جنوب قطاع غزة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مركزين في رفح جنوبي غزة من أصل أربعة مراكز توزيع مساعدات في القطاع شرعا في العمل.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر من قطاع غزة قوله إن "حراس الأمن من الشركة الأميركية فروا من المكان بسبب الازدحام الشديد من الأشخاص الذين وصلوا إلى منطقة توزيع المساعدات". وأضاف: "تم تدمير الموقع وتمزيق السياج. وأطلقت مروحية قتالية إسرائيلية النار في الهواء لتفريق الحشود عند نقطة التوزيع".

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن قواته لم تطلق النار مباشرة من الجو باتجاه مركز توزيع المساعدات، لكنه أشار إلى "إطلاق طلقات تحذيرية في منطقة خارج المركز".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "تمت السيطرة على الوضع، وأن توزيع المساعدات سيستمر كما هو مخطط له".

"فشل ذريع"

في المقابل، اعتبر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان، أن المشروع الإسرائيلي لتوزيع المساعدات داخل المناطق العازلة "فشل فشلاً ذريعاً".

وذكر مكتب الإعلام الحكومي أن اندفاع آلاف الجائعين "الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل".

وتابع أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وأصابت عدد من المواطنين، قائلة إن ذلك "يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال".

وأضاف مكتب الإعلام الحكومي أن ما حدث "دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه عمداً، من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف، وهو ما يُشكل استمراراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، لا سيّما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948".

وطالب المكتب الحكومي الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ"التحرك الفوري والفعّال لإيقاف الجريمة، وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود، وتمكين المنظمات الإنسانية من أداء مهامها، بعيداً عن تدخل الاحتلال وأجنداته".

وأكد مكتب الإعلام الحكومي أنه يرفض بشكل قاطع "أي مشروع يعتمد مناطق عازلة أو ممرات إنسانية تحت إشراف الاحتلال الإسرائيلي الذي هو نفسه يجوّع المواطنين ويقتلهم ويبيدهم، ونعتبرها نسخة حديثة من الجيتوهات العنصرية التي تعمّق العزل والإبادة بدلاً من إنقاذ الضحايا".

مشاهد "مفجعة"

من جانبه، وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مقاطع الفيديو التي أظهرت آلاف الفلسطينيين وهم يقتحمون موقعاً تُوزع فيه مساعدات من قبل مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنها "مفجعة".

وقال دوجاريك للصحافيين: "لدينا نحن وشركاؤنا خطة مفصلة، قائمة على المبادئ، وسليمة من الناحية التشغيلية – ومدعومة من الدول الأعضاء – لإيصال المساعدات إلى السكان اليائسين".

وأضاف: "نواصل التأكيد على أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعّال أمر ضروري لتفادي المجاعة وتلبية احتياجات جميع المدنيين، أينما كانوا".

وتستخدم "مؤسسة غزة الإنسانية" متعاقدين أمنيين مسلحين من القطاع الخاص لحماية المراكز ولتأمين نقل المساعدات. ويقع المركز أيضاً بالقرب من مواقع عسكرية إسرائيلية في "ممر موراج"، وهو شريط يقطع قطاع غزة عرضاً ويفصل رفح عن بقية المناطق.

وبعد حصار استمر 11 أسبوعاً، سمحت إسرائيل بدخول نحو 100 شاحنة مساعدات تحمل الطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة في 21 مايو.

وتقول الأمم المتحدة إن "مؤسسة غزة الإنسانية" غير محايدة وإن عملها قد يتسبب في مزيد من نزوح المدنيين وتعريض الآلاف للأذى.

تصنيفات

قصص قد تهمك