"رويترز": محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لاحتواء التوتر.. ومسؤول ينفي

time reading iconدقائق القراءة - 5
دمشق/دبي -رويترزالشرق

قالت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات "وجهاً لوجه" يقودها العميد أحمد الدالاتي قائد الأمن الداخلي بمحافظة السويداء، بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين، فيما نفى الدالاتي مشاركته في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي.

وتمثل هذه الاتصالات تطوراً كبيراً بعلاقات الجانبين في الوقت الذي تشجع فيه الولايات المتحدة النظام السوري الجديد على إقامة علاقات مع إسرائيل، وأن تخفف تل أبيب من قصفها لسوريا.

وقال مصدران سوريان وآخران غربيان ومصدر استخباراتي مطلع من إحدى دول المنطقة إن الاتصالات تأتي أيضاً استكمالاً لما بدأته محادثات غير مباشرة عبر وسطاء منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

واشترطت المصادر عدم الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية المسألة بالنسبة للطرفين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية ولهما تاريخ من العداء. ولم تُنشر أي معلومات في السابق عن المحادثات المباشرة وما تناولته.

الدالاتي ينفي

وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات تجري بقيادة المسؤول الأمني ​​الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه بعد الإطاحة بالأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم تعيين الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سوريا.

لكن الدالاتي نفى في وقت لاحق في تصريحات لقناة الإخبارية السورية صحة هذه الأنباء، قائلاً: "أنفي بشكل قاطع مشاركتي في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأؤكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الدقة والمصداقية".

وشدد على أن "موقف سوريا ثابت وواضح حيال هذا الموضوع، فالقيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري، والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية، وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة".

ولم يتسن لوكالة "رويترز" معرفة أي من المشاركين من الجانب الإسرائيلي، غير أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون.

وذكرت 3 مصادر أن عدة جولات من الاجتماعات المباشرة جرت في المنطقة الحدودية بما في ذلك الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

ولم يصدر بعد أي رد من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو المسؤولين السوريين على طلبات للتعليق.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق من الشهر الجاري، إن هناك محادثات "غير مباشرة" مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوتر.

وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967 واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بنظام الأسد.

ونفذت إسرائيل أيضاً حملة قصف جوي دمرت جزءاً كبيراً من البنية التحتية العسكرية لسوريا فيما كانت تضغط في الوقت ذاته على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مستقرة. لكن القصف والانتقادات خفت حدتهما في الأسابيع القليلة الماضية.

وفي 14 مايو، أدى اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والشرع في العاصمة السعودية الرياض إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه سوريا، مما أعطى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إشارة للعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الشرع.

ووصف مصدر استخباراتي إقليمي تواصل ترمب مع الشرع بأنه جزء محوري من إعادة تنظيم السياسة الأميركية، التي أربكت استراتيجية إسرائيل المتمثلة في استغلال الفوضى في سوريا بعد سقوط الأسد.

"تفاهمات أوسع"

ورغم أن المحادثات المباشرة تركز حالياً على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية داخل القرى الحدودية السورية، قال مصدران إن المحادثات المباشرة قد تساعد في تمهيد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع.

وقال المصدر المطلع "تتعلق هذه المحادثات حالياً بالسلام... وليس بالتطبيع".

وأشار ترمب بعد لقائه مع الشرع إلى أن الرئيس السوري مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في نهاية المطاف لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.

ولم يعلق الشرع على هذا التصريح، وقال بدلاً من ذلك إنه يؤيد العودة إلى شروط اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 والذي أسفر عن إنشاء منطقة عازلة تشرف عليها الأمم المتحدة في هضبة الجولان.

تصنيفات

قصص قد تهمك