وجه البيت الأبيض، الخميس، الشكر للملياردير إيلون ماسك الذي غادر وزارة الكفاءة الحكومية على جهوده في تقليص عدد موظفي الحكومة الفيدرالية، لكنه أكد أن هدف خفض حجم الجهاز الحكومي سيستمر بدونه، فيما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لشبكة ABC News، إن ماسك سيواصل تقديم المشورة للرئيس بشكل غير رسمي، وقد يشارك مستقبلاً في اجتماعات البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في الإحاطة اليومية: "نشكره (ماسك) على خدمته، ونشكره لأنه أطلق مبادرة وزارة الكفاءة الحكومية، وستستمر الجهود للقضاء على الهدر والاحتيال وسوء الإدارة".
وأوضحت ليفيت، أن "العديد من موظفي ماسك انتقلوا ليصبحوا معينين سياسيين في مختلف الوكالات الحكومية"، مضيفة: "من المؤكد أن مهمة وزارة الكفاءة ستتواصل".
وأشارت إلى أن الرئيس دونالد ترمب لن يعين رئيساً جديداً للوزارة الجديدة، وتابعت: "قادة وزارة الكفاءة هم كل عضو في حكومة الرئيس، والرئيس نفسه، الذي يلتزم بالكامل بخفض الهدر والاحتيال في الحكومة".
وذكرت أن أعضاء مجلس الوزراء "عملوا مع إيلون ماسك، وسيواصلون العمل مع موظفي وزارة الكفاءة الذين تم تعيينهم كمعينين سياسيين في كل هذه الوكالات".
"علاقة جيدة"
وبينما يُصر مسؤولو البيت الأبيض على أن ماسك غادر منصبه ولديه "علاقة جيدة" مع ترمب، إلا أن الأخير لم يدل بأي تعليق بشأن مغادرة ماسك للحكومة، خصوصاً بعد انتقادات الملياردير العلنية لسياسات الرئيس وأجندته، بحسب ABC News.
وذكرت مصادر مطلعة للشبكة، أن مسؤولين كباراً في البيت الأبيض أبدوا انزعاجهم من تصريحات ماسك بشأن ما يُطلق عليه ترمب "مشروع القانون الموحد والجميل والكبير"، وذلك قبل يوم واحد فقط من إعلان ماسك مغادرته للإدارة.
ورغم ذلك، استمر ماسك في أداء مهامه الحكومية حتى الأربعاء، إذ قالت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد على منصة "إكس"، إن ماسك زار مكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
وأضافت: "سعدتُ باستضافة ماسك لمناقشة أفضل الطرق للاستفادة من الأدوات التكنولوجية المتطورة والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الابتكار وضمان أمن وطننا".
وكان ماسك كتب، الأربعاء، على منصته "إكس": "مع اقتراب انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص أود أن أتوجه بالشكر إلى الرئيس دونالد ترمب على منحي الفرصة للعمل على تقليص الهدر في الإنفاق الحكومي".
وأضاف أنه يؤمن بأن مهمة مكتب كفاءة الحكومة "ستزداد رسوخاً مع مرور الوقت، لتصبح نهجاً ثابتاً يعتمد عليه في مختلف مؤسسات الدولة".
"القانون الموحد والجميل والكبير"
وانتقد ماسك مشروع قانون ترمب الذي حمل اسم مشروع "القانون الموحد والجميل والكبير"، وقال إنه "يشعر بخيبة أمل"، وهو ما شكل "شرخاً كبيراً" في شراكة بين الرجلين كان ينتظر أن تعيد تشكيل السياسة الأميركية والحكومة الفيدرالية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وقال ماسك، في حديثه مع شبكة CBS، إنه "مشروع قانون إنفاق ضخم" يزيد العجز الفيدرالي و"يقوض عمل" وزارة كفاءة الحكومة التابعة المعروفة باسم DOGE.
وأضاف ماسك الذي دعم ترشيح ترمب بما لا يقل عن 250 مليون دولار خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعمل في إدارته كمستشار كبير: "أعتقد أن مشروع القانون قد يكون كبيراً أو جميلاً، لكن لا أظن أنه يمكن أن يكون الاثنين معاً".
ودافع ترمب الذي كان يتحدث في المكتب البيضاوي، الأربعاء، عن أجندته بالحديث عن الجوانب السياسية الدقيقة المتعلقة بالتفاوض على التشريع. وقال:"أنا لست سعيداً ببعض جوانبه، لكنني سعيد بجوانب أخرى منه".
وذكر أيضاً أنه من الممكن إجراء المزيد من التغييرات، وقال: "سنرى ما سيحدث، لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه".