أكدت مصادر في "حماس" مطلعة على سير المفاوضات، لـ"الشرق"، أن رد الحركة للوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، "حمل موافقة ضمنية عليه، ومطالبات للجانب الأميركي بضمانات إضافية"، فيما أعلن ويتكوف لاحقاً أن هذا الرد "غير مقبول".
وقالت المصادر إن الرد تضمن "انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب الكامل" من قطاع غزة. مشيرة إلى اقتراح الحركة جدولاً زمنياً لتبادل الأسرى "هدفه ضمان التزام إسرائيل بوقف النار".
وجاء الجدول الزمني المقترح لتسليم المحتجزين الإسرائيليين على ثلاث دفعات كالتالي: 4 في اليوم الأول للهدنة (ومدتها 8 أسابيع تمتد إلى 10 أسابيع)، و2 في اليوم الثلاثين، و4 في اليوم الستين.
وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح أعداد من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق بشأنهم، من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية، وأكثر من ألف أسير اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
ويتضمن الجدول أيضاً، تسليم 6 جثامين إسرائيليين في اليوم العاشر للهدنة، و6 في اليوم الثلاثين، و6 آخرين في اليوم الخمسين للهدنة.
كما طالبت "حماس" في ردها بفتح المعابر لإدخال المساعدات وفق الآلية المتبعة قبل مارس الماضي، (أي ما قبل انهيار الهدنة)، وكذلك فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، للسفر والعودة لمواطني القطاع.
حماس تتمسك بـ"وقف دائم للنار"
وأعلنت "حماس" في بيان أنها سلمت للوسطاء، السبت، ردها على مقترح ويتكوف، معتبرة أن ردها جاء "بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى القطاع".
وبدا رد "حماس" أقرب لـ"موافقة غير صريحة على مقترح ويتكوف، وطلب ضمانات لوقف الحرب".
رد المبعوث الأميركي
ورد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر منصة "إكس"، قائلاً إن "رد حماس على المقترح الأميركي غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا إلى الوراء، وعلى الحركة أن تقبل المقترح الإطاري الذي تم طرحه كأساس للمحادثات غير المباشرة، لبداية المفاوضات على الفور الأسبوع المقبل".
وأضاف ويتكوف أن "هذه الطريقة الوحيدة للحصول على وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، وعودة نصف المحتجزين (الإسرائيليين) الأحياء ونصف الجثامين إلى ديارهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى إجراء المحادثات غير المباشرة بحسن نية لمحاولة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
مقترح ويتكوف الجديد
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت الأحد الماضي، أنها سلمت للجانبين، "حماس" وإسرائيل، مقترح ويتكوف الجديد الذي يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، و18 جثماناً لإسرائيليين، على دفعتين، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بعد أن يتم الاتفاق بشأنهم.
وتتواصل خلال هدنة من 60 إلى 70 يوماً، المفاوضات، كما تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقته على المقترح، وفق ما أعلنت وقتها وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال مسؤول في حماس لـ"الشرق" إن "رد حماس عبر الوسطاء، السبت، جاء عبارة عن مقترح قدمته الحركة كرد إيجابي على مقترح ويتكوف الأخير، بما يضمن العمل لوقف دائم للحرب، والانسحاب الإسرائيلي الشامل من قطاع غزة وتبادل الأسرى".
وتراهن "حماس" من خلال ردها على إطلاق مفاوضات غير مباشرة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى للهدنة المؤقتة، بوساطة وضمانات من مصر وقطر والإدارة الأميركية، بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، ووقف دائم لإطلاق النار، وهو الأمر الذي بدا أن "حماس" تحاول الحصول على تعهد به من الجانب الأميركي، حتى ولو كان شفهياً.
وجاء رد ويتكوف ليحمل رفضاً للأفكار الإضافية التي حملها الوسطاء من "حماس"، إذ اعتبر المبعوث الأميركي أن رد الحركة "غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا إلى الوراء".
شرطان أميركيان لـ"حماس"
وذكرت مصادر الوسطاء لـ"الشرق"، أن اتصالات تجرى مع فريق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في محاولة لإدخال بعض التعديلات أو صياغة ملحق للاتفاق، لكن هذه المصادر أكدت أن الإدارة الأميركية غير مستعدة لتقديم ضمانات بوقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع إلا في حالة واحدة، وهي استجابة "حماس" لشرطين رئيسيين، وهما تجريد قطاع غزة من السلاح، وانسحاب الحركة كلياً من الحكم.
وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية أبلغت الوسطاء بأنه لا يمكنها إلزام إسرائيل بوقف الحرب والانسحاب دون استجابة "حماس" لهذين الشرطين.
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أكدت للوسطاء أنه من الممكن لحركة "حماس" العودة إلى العمل السياسي بعد أن تعيد تأهيل نفسها كقوة سياسية بعد عدة سنوات، وأن الطريق الوحيد لوقف الحرب، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي، يبدأ من نزع السلاح والخروج كلياً من الحكم.