
يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع المقبل، جزيرة جرينلاند، لإظهار "وحدة ودعم أوروبا"، في مواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن السيطرة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، حسبما أفادت مجلة "بوليتكو".
ويلتقي ماكرون، خلال زيارته، برئيس وزراء جرينلاند، ينس فريدريك نيلسن، ورئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، وفقاً لما أعلنته الحكومتان الفرنسية والدنماركية، السبت.
ووصفت فريدريكسن زيارة ماكرون، بأنها "دليل ملموس آخر على وحدة أوروبا" في مواجهة تهديدات ترمب.
ومن المتوقع أن يناقش القادة، الأمن في شمال الأطلسي ومنطقة القطب الشمالي، وتغير المناخ، والتحول في الطاقة، والمواد الحيوية، بحسب المجلة.
وتأتي زيارة ماكرون وسط تهديدات مستمرة من ترمب بضم جزيرة جرينلاند إلى الولايات المتحدة. فمنذ ولايته الأولى، تحدث الرئيس الأميركي مراراً عن رغبته في الاستحواذ على الجزيرة، بسبب احتياطاتها المعدنية وموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أصبح ترمب "أكثر عدوانية" في رغبته في السيطرة على الجزيرة، ولم يستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك.
وعبرت جرينلاند والدنمارك عن معارضتهما لأي سيطرة أميركية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن جميع سكان جرينلاند تقريباً يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة، وفق وكالة "رويترز".
وإذا طالبت الولايات المتحدة بالسيادة على هذه الجزيرة الدنماركية التي تتمتع بالحكم الذاتي، فستسيطر على ممرات شحن رئيسية، ومعادن أرضية نادرة غير مستغلة، وموارد طاقة قد تُغيّر هيكل التجارة العالمية.
وفي مايو، قالت وزيرة خارجية جرينلاند، فيفيان موتزفيلدت، في مقابلة مع "بوليتيكو"، إن البلاد ترغب في تعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل الموارد المعدنية المجال الرئيسي الذي يمكنهم فيه توحيد الجهود.
وتعتبر جزيرة جرينلاند، التي تسيطر الدنمارك عليها منذ عام 1721، غنية بالمعادن مثل اليورانيوم والجرافيت، وكلاهما ضروري للتصنيع وسلاسل التوريد العالمية. ومع ذلك، لا تزال مخزونات البلاد المعدنية غير مستكشفة إلى حد كبير وغير مستغلة.
وتحافظ الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على وجود عسكري في جرينلاند. ففي مارس الماضي، زار نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، قاعدة "بيتوفيك" الفضائية، والتي لطالما كانت موقعاً استراتيجياً أميركياً لمراقبة أنشطة روسيا والصين في المنطقة.
وحث فانس الجزيرة على "إبرام صفقة" مع واشنطن، قائلاً: "أعتقد أنكم ستكونون أفضل حالاً تحت مظلة الأمن الأميركية مما كنتم عليه تحت مظلة الأمن الدنماركية".
وردت فريدريكسن على تصريحات فانس في جرينلاند قائلة: "لا يمكنك ضم دولة أخرى، حتى لو كان ذلك بحجة الأمن الدولي."
وتُعد القاعدة الأميركية الموجودة على جرينلاند، التي كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، والمعروفة الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية (Pituffik Space Base)، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل.
ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في "بيتوفيك"، ويديرون برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُحسّن الموجود بالقاعدة رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها.