قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الاثنين، إن طهران ستقدم مقترحاً جديداً في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عُمان في وقت قريب، رداً على مقترح أميركي اعتبرته طهران "غير مقبول".
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن بقائي، تأكيده أن "تخصيب اليورانيوم صناعة وطنية نشأت بناءً على احتياجات طهران عبر عقود من الممارسة العملية، وليس لأي دولة الحق في التعليق أو إصدار تصريح بشأن حق مُعترف به بالكامل وفقاً للوثائق الدولية".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أنه "لا توجد حالياً أي نقطة محددة بشأن الجولة المقبلة من المحادثات.. وفيما يتعلق باستمرار موجات العقوبات، فإن الادعاء (الأميركي) بتعليق العقوبات غير صحيح على الإطلاق، وهذا يدل على عدم جدية الولايات المتحدة"، وفق ما نقلته الوكالة الإيرانية على لسان بقائي.
وعلق المسؤول الإيراني على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بشأن استخدام التخصيب كوسيلة للردع، قائلاً: "هناك العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، تُجري عمليات التخصيب، وليس لديها برنامج أسلحة.. التخصيب جزء لا يتجزأ من دورة الوقود وجزء من الصناعة النووية، وهو قضية غير قابلة للتفاوض".
وقدّم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لإيران، في نهاية مايو الماضي، المقترح الأميركي بشأن إطار اتفاق نووي جديد، خلال زيارة قصيرة إلى طهران. وقال البيت الأبيض حينها، إن "من مصلحة إيران قبول العرض".
وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم، نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات النووية بين البلدين بوساطة سلطنة عمان.
وعقدت إيران والولايات المتحدة، 5 جولات من المحادثات النووية منذ 12 أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى اتصال بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
رفض إيراني للمقترح الأميركي
وكان بقائي قال، الأسبوع الماضي، إن "الولايات المتحدة لم تقدم بعد ضمانات كافية بشأن توقيت وكيفية رفع العقوبات". وأضاف أن طهران "لا تزال تراجع العرض الأميركي"، مشككاً بشكل غير مباشر في زعم الولايات المتحدة بأن عرضها "مقبول" من قبل إيران.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي إيراني كبير قوله حينها، إن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي القائم منذ عقود، ووصفه بأنه "غير قابل للتنفيذ"، و"لا يراعي مصالح طهران"، ولا يتضمن "أي تغيير" في موقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم.
وأضاف الدبلوماسي، الذي وصفته الوكالة بالمقرب من فريق التفاوض الإيراني، أن "إيران تُعد رداً سلبياً على المقترح الأميركي، وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض".
واعتبر الدبلوماسي الإيراني، أنه "بموجب هذا المقترح، يبقى موقف الولايات المتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية من دون تغيير، ولا يوجد بيان واضح بشأن رفع العقوبات".
وأشار الدبلوماسي الإيراني، إلى أن التقييم الذي أجرته "لجنة المفاوضات النووية الإيرانية"، تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي، وجد أن الاقتراح الأميركي "منحاز تماماً" ولا يخدم مصالح طهران.
وأضاف أنه لذلك تعتبر طهران هذا المقترح "غير قابل للتنفيذ"، وتعتقد أنه "يحاول الانفراد بفرض اتفاق سيئ" على إيران، من خلال ما وصفها بـ"مطالب مبالغ فيها".
وتقول طهران إنها تريد إتقان التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ولطالما نفت اتهامات القوى الغربية لها بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية.