
قال سفير واشنطن لدى إسرائيل إن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد بشكل كامل قيام دولة مستقلة للفلسطينيين، مضيفاً أنه إذا تم تشكيل دولة، فقد تكون في مكان آخر بالمنطقة بدلاً من الضفة الغربية.
وأضاف مايك هاكابي في مقابلة مع "بلومبرغ": "ما لم تحدث بعض الأمور الهامة التي تغير الثقافة، فلا مجال لذلك"، مشيراً إلى أن هذه الأمور "لن تحدث على الأرجح في حياتنا".
وعندما سُئل عما إذا كانت الدولة الفلسطينية لا تزال هدفاً للسياسة الأميركية، كما كانت على مدى العقدين الماضيين، قال: "لا أعتقد ذلك".
وفيما يتعلق بالموقع الذي يقترحه لإقامة الدولة الفلسطينية، قال هاكابي إنه يجب أن "يتم تخصيص قطعة أرض من بلد مسلم بدلاً من مطالبة إسرائيل بإفساح المجال".
وتابع: "هل يجب أن تكون في يهودا والسامرة؟" قال هوكابي، 69 عاماً، مستخدماً الاسم التوراتي الذي تفضله الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية، حيث يعيش حوالي 3 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال.
ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل جعلت من تشكيل دولة أمراً شبه مستحيل من خلال بناء المزيد والمستوطنات اليهودية الأكبر في الضفة الغربية وتقويض السلطات الفلسطينية، بينما لم تفعل شيئاً يُذكر لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وتعمل الدول الأوروبية والعربية على تعزيز إنشاء دولة فلسطينية بقيادة السلطة الفلسطينية، كجزء من عملية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهراً على قطاع غزة.
الاجتماع مع الحريديم
هاكابي هو حاكم سابق لولاية أركنساس وقس معمداني كان سابقاً من دعاة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والتي تعتبر غير مشروعة وفقاً للقانون الدولي.
ويتوافق هاكابي بشكل جيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء اليمينيين والمتطرفين في حكومته.
في الأيام الأخيرة، هدد أعضاء الحريديم من الائتلاف الحاكم بإسقاط الحكومة إذا لم تُقر قانوناً يُثبت إعفاء الرجال المتدينين من التجنيد العسكري، وهو إعفاء قائم منذ فترة طويلة.
ومن المقرر التصويت على مشروع قانون حل الكنيست، الأربعاء، في أول مرحلة من 4 مراحل للتصويت في عملية قد تستغرق أسابيع أو شهور، وتقول الأحزاب الحريدية إنها ستدعمه.
وأكد هاكابي لـ"بلومبرغ" التقارير التي تفيد بأنه التقى بقادة الأحزاب الدينية، المعروفين مجتمعين باسم الحريديم، وأخبرهم أنه إذا سقطت حكومة نتنياهو، فسوف يُنظر إلى ذلك بشكل سلبي في الولايات المتحدة.
وأردف: "الأميركيون لن يفهموا انهيار حكومة". "هذا، بالنسبة لهم يُشير إلى عدم الاستقرار".
كان السياسيون الإسرائيليون المعارضون، الذين يتوقون إلى انتخابات مبكرة لإزاحة نتنياهو وإعادة الرهائن وإنهاء حرب غزة، قد ردوا بغضب على تقارير اجتماع هاكابي، واعتبروه تدخلاً في السياسة الداخلية. وقال هاكابي إن المحادثات التي أجراها مع الأحزاب اليمينية "لا تُشكل تدخلاً".
وعند سؤاله عن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، قال هاكابي إن الرئيس دونالد ترمب أوضح أن طهران يجب ألا تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم على الإطلاق – وهو موقف رفضته إيران رفضاً قاطعاً.
وتابع هاكابي: "لقد أوضح الرئيس أن هناك حدوداً لصبره مع إيران". "إنه لا يريد أن تكون هناك مذبحة. لكنه كان أكثر وضوحاً أيضاً أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، ولن تُخصب، وسيكون هناك تفكيك كامل".
وعما إذا كانت الولايات المتحدة قد تهاجم إيران عسكرياً إذا فشلت المحادثات، قال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل: "لا شيء مستبعد".