
قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، إن بلاده تكثف جهودها، عبر القنوات الدبلوماسية "لإلزام إسرائيل بوقف هجماتها واعتداءاتها المتواصلة"، و"استكمال انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية".
وذكر سلام في مؤتمر حول إعادة بناء لبنان في بيروت، الثلاثاء، أن "هناك 5 نقاط لا تزال تحتلها (إسرائيل) بشكل غير قانوني، في انتهاك صريح لالتزاماتها وللقانون الدولي".
واعتبر سلام أن "استعادة السيادة الكاملة لوطننا أمر بالغ الأهمية، فهي تضمن أن يعيش كل لبناني بأمان، في ظل سلطة واحدة، وبثقة كاملة بالدولة. كما أنّها ضرورية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتشجيع المستثمرين والزوار على العودة إلى لبنان".
تحديات عميقة
واعتبر سلام أن لبنان يواجه تحديات عميقة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفق بيان من المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.
وأضاف: "أدّت سنواتٌ من الفساد، والمحسوبيات، والطائفية، وسوء الإدارة الفادح، إلى إنهاك المجتمع اللبناني وإضعاف بنيته. وأدّى شبه الانهيار الكامل في القطاعين المالي والمصرفي في لبنان إلى نتائج كارثية، سببها الحوكمة المالية السيئة، والسياسات النقدية الخاطئة، وقبل كل شيء، ثقافة الإفلات من العقاب".
وعن الحرب الأخيرة، قال رئيس الوزراء اللبناني: "ما زاد في تعقيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية في لبنان، أن الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل قد أدّت إلى تهجير مجتمعات بأكملها، وتدمير سُبل العيش، وإلحاق أضرار جسيمة بالبُنى التحتية الحيوية".
14 مليار دولار
ووفق البيان نفسه، تشير التقديرات الأخيرة، بما في ذلك تلك الصادرة عن البنك الدولي، إلى أن تكاليف إعادة الإعمار قد تتجاوز 14 مليار دولار، "ما يُضيف مزيداً من الأعباء على كاهل دولة هشّة أساساً"، بحسب سلام.
وعن حكومته قال سلام:" تتمثّل المهمة الأساسية لحكومتي في استعادة سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وإطلاق الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والقضائية الضرورية".
احتكار السلاح
وعن أولويات الحكومة، قال: "لقد جاء في البيان الوزاري لحكومتي بشكل واضح لا لبس فيه: يجب أن تحتكر الدولة وحدها السلاح في لبنان؛ الدولة وحدها هي المخوّلة اتخاذ قرارات السلم والحرب، يلتزم لبنان بجميع القرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 1701، وتنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني 2024. وأضاف: "وعليه، اتّخذنا، ونواصل اتخاذ، إجراءات ملموسة لترجمة هذه المبادئ إلى واقع على الأرض".
وأعاد سلام تأكيد "أننا فكّكنا أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة جنوب نهر الليطاني. كما أجرينا تحسينات كبيرة على الصعيدين الإداري والأمني في مطار بيروت الدولي وطريق المطار بما في ذلك مكافحة التهريب وتوقيف الأفراد الذين هاجموا قوات اليونيفيل على طريق المطار. وأنشأنا أيضاً لجاناً مشتركة مع السلطات السورية لضبط الحدود، ومكافحة التهريب، والتحضير لترسيم الحدود. كذلك نعمل مع المجتمع الدولي والسلطات السورية لضمان عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين".