قدم حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الثلاثاء، طلباً عاجلاً إلى محكمة فيدرالية لمنع إدارة الرئيس دونالد ترمب من استخدام عناصر الحرس الوطني وقوات مشاة البحرية (المارينز) في تنفيذ مداهمات الهجرة التي تشهدها مدينة لوس أنجلوس.
ويأتي تحرك نيوسوم في أعقاب إصدار ترمب أوامر بنشر نحو 4 آلاف عنصر من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية، بعد 4 أيام من الاحتجاجات التي اندلعت رفضاً لتشديد سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس.
وأوضح نيوسوم في طلبه أن التدخل القضائي بات ضرورياً بعدما جرى تعديل التعليمات الموجهة للحرس الوطني، لتشمل مهاماً تتعلق بدعم عمليات إنفاذ قوانين الهجرة، وهو ما اعتبره الحاكم انتهاكاً لصلاحيات الولاية وسابقة خطيرة في استخدام القوات العسكرية داخل البلاد.
وتضمّن الملف المقدم للمحكمة إعلاناً من بول إيك، نائب المستشار العام في إدارة الشؤون العسكرية بكاليفورنيا، أشار فيه إلى أن وزارة الدفاع الأميركية أبلغت سلطات الولاية بنيّتها إصدار أوامر للحرس الوطني بتوفير دعم مباشر لعمليات الهجرة، من خلال تأمين محيط المداهمات وتوفير الحماية في الشوارع لعناصر إنفاذ القانون الفيدرالي.
وكان أفراد الحرس الوطني قد أُرسلوا في البداية لحماية المباني الفيدرالية، إلا أن التعديلات الأخيرة في مهامهم أثارت جدلاً واسعاً، في ظل غموض رسمي حول ما إذا كانت التعليمات قد تغيرت فعلياً، ودون توضيح من إدارة نيوسوم حول كيفية تلقي الولاية لهذا القرار.
ويعد هذا التصعيد القضائي أحدث خطوة في مواجهة متصاعدة بين ولاية كاليفورنيا والإدارة الفيدرالية بشأن سياسات الهجرة واستخدام السلطات العسكرية داخل الولايات دون موافقة حكامها.
"قانون التمرد"
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيفعّل قانون التمرد إذا تأكد من وجود تمرد ضمن احتجاجات لوس أنجلوس بولاية كاليفورينا المناهضة لحملة مداهمة المهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: "إذا كان هناك تمرد، فسأفعّله (القانون) بالتأكيد. سنرى".
ويأتي ذلك بعد يوم من إصدار ترامب أمراً بنشر نحو 700 من مشاة البحرية الأميركية في لوس أنجلوس، في إطار استراتيجية اتحادية لمواجهة المظاهرات المعارضة للمداهمات التي تستهدف الهجرة.
ولم تبلغ سلطات كاليفورنيا عن أي وفيات خلال الاحتجاجات، فيما، ألقت السلطات، الاثنين، القبض على 113 شخصاً، وأصيب ضابطان من الشرطة، وفقاً لبيان صادر عن إدارة شرطة لوس أنجلوس.
ولم تستجب قوات مشاة البحرية المنتشرة في لوس أنجلوس بعد لاحتجاجات الهجرة، وهي تحمي الأفراد الفيدراليين والممتلكات الفيدرالية في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وفقاً لبيان صحافي صدر الاثنين.
وأدت عمليات إدارة الهجرة الفيدرالية في لوس أنجلوس إلى أيام من الاحتجاجات.
وقال نيوسوم عندما نشر ترمب 2000 جندي: "هذه الخطوة استفزازية بشكل متعمد ولن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات".
134 مليون دولار تكلفة نشر القوات
ونشرت إدارة ترمب 2000 جندي من الحرس الوطني في كاليفورنيا ليلة السبت. والاثنين، حركت وزارة الدفاع 700 من مشاة البحرية الأميركية، تبعهم 2000 جندي آخر من الحرس الوطني.
وستكلف هذه عمليات الانتشار 134 مليون دولار، حسبما صرح مسؤول كبير في البنتاجون للمشرعين خلال جلسة استماع بالكونجرس، الثلاثاء.
وألمح الرئيس الأميركي إلى دعمه اعتقال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم في حال أقدم على عرقلة عمليات إدارة الهجرة والجمارك (ICE).
وجاءت تصريحات ترمب دعماً لتعليقات مستشاره لشؤون الحدود توم هومان، الذي هدد باعتقال مسؤولي الولايات والمسؤولين المحليين الذين يعرقلون إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية، بمن فيهم نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس.
وتحدى نيوسوم هومان أن يعتقله، قائلاً في مقابلة مع قناة MSNBC إن هومان "يعرف أين يجدني".
"لم نتدخل بعد"
قال قائد سلاح مشاة البحرية الأميركية "المارينز" إريك سميث، الثلاثاء، إن القوات التي نُشرت في مدينة لوس أنجلوس بأمر من الرئيس دونالد ترمب، لم يُطلب منها حتى الآن التدخل في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، وإن وجودها يقتصر فقط على حماية المسؤولين والممتلكات الفيدرالية.
كانت قوة من 700 عنصر من "المارينز"، و2000 من قوات الحرس الوطني، وصلت إلى لوس أنجلوس، الاثنين، في خطوة تصعيدية لوجود عسكري يواجه رفضاً من مسؤولي المدينة وحاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم.
ويرى قائد شرطة المدينة أن هذا الحضور يصعّب مهمة التعامل مع الاحتجاجات بشكل آمن، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".
وأوضح سميث، خلال جلسة استماع في الكونجرس بشأن الميزانية، أن القوات لم تُكلف بعد بالتدخل في أي من مواقع الاحتجاج.
وأضاف أن "المارينز" تلقوا تدريبات على ضبط الحشود، لكنهم لا يملكون صلاحية تنفيذ الاعتقالات، وأن مهمتهم تقتصر على حماية المنشآت والأفراد التابعين للحكومة.