
اتهمت سفارة الصين في بريطانيا، الأربعاء، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بـ "تشويه سمعة الصين وتقديمها كبش فداء" للتحالف، وذلك رداً على تصريحات الأمين العام للحلف مارك روته هذا الأسبوع حول تعزيز قدرات الجيش الصيني.
وقال الناطق باسم السفارة الصينية، في بيان، إن على "حلف شمال الأطلسي تصحيح سوء فهمه للصين والتوقف عن التعبير عن قلقه الأمني وكذلك عن استخدام الصين ذريعة لاستمرار (الحلف) في تعزيز قدراته العسكرية وزعزعة الأمن العالمي والإقليمي".
وبحسب خطابه المنشور على الموقع الإلكتروني للحلف، قال روته خلال فعالية نظمها معهد "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، الاثنين، إن الصين "تعمل مع روسيا وكوريا الشمالية وإيران على تحديث وتوسيع قدرات جيوشها بسرعة فائقة".
وحذّر روته من أن النمو العسكري الصيني وتقاربه الوثيق مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية يتطلبان من الناتو مواصلة تطوير شراكاته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لمواجهة التحدي الذي تشكله بكين.
وقال روته: "ما نشهده حالياً هو تعزيز هائل لقدرات الصين العسكرية"، مشيراً إلى أن الصين "تمتلك بالفعل أكبر قوة بحرية في العالم، ومن المتوقع أن ينمو حجم هذه القوة القتالية إلى 435 سفينة بحلول عام 2030"، بحسب ما أوردته صحيفة south china morning post.
"تحالف كارثي"
وأضاف أن "الصين تُعزز ترسانتها النووية أيضًا، وتهدف إلى امتلاك أكثر من 1000 رأس نووي جاهز للاستخدام بحلول عام 2030".
ووصف روته تحالف الصين مع روسيا وكوريا الشمالية وإيران بأنه "تحالف كارثي"، مستشهداً بدعم بكين المزعوم للغزو الروسي لأوكرانيا، وقال: "إنهم يدعمون، كما نعلم جميعاً، المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا"، مشيراً إلى أن روسيا "تعيد بناء قواتها" باستخدام التكنولوجيا الصينية.
يُعد أسطول جيش التحرير الشعبي الصيني الأكبر في العالم، إذ يمتلك 234 سفينة حربية مقابل 219 سفينة للبحرية الأميركية، وقد صرّحت وزارة الدفاع الأميركية بأن قدرة بناء السفن في الصين تفوق قدرة الولايات المتحدة بأكثر من 200 ضعف.
ونفت بكين مراراً اتهامات تقديم الدعم العسكري لروسيا، ففي أبريل الماضي، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لي جيان، بأن الصين "لم تُزوّد أياً من طرفي النزاع بأسلحة فتاكة قط وفرضت رقابة صارمة على المواد ذات الاستخدام المزدوج".
كما ناقش روته منطقة المحيطين الهندي والهادئ في ظل تنامي القوة العسكرية الصينية، قائلاً: "لا يمكننا الاعتقاد بوجود مسرح واحد، وهو المسرح الأوروبي الأطلسي. علينا أن ندرك أن كل هذا مترابط مع ما يحدث في المحيط الهادئ".
وأضاف روته أن شركاء الغرب في المنطقة، بمن فيهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، "قلقون للغاية بشأن ما يحدث في المحيط الهادئ".