خلافات داخل حكومة نتنياهو بشأن جدوى شن هجوم على إيران دون دعم أميركي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر جلسة بالكنيست في القدس. 11 يونيو 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر جلسة بالكنيست في القدس. 11 يونيو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

تصاعدات الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية ضد إيران بمفردها دون الحاجة إلى دعم الولايات المتحدة، وسط قلق أميركي من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد لا تكون قادرة على التصدي لهجوم إيراني يشمل مئات الصواريخ.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير خلال مناقشات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لا يمكنها العمل بمفردها، مشدداً على أن أي خطوة ضد إيران يجب أن تتم بالتنسيق مع إدارة الرئيس دونالد ترمب.

وذكر مصدر مطلع على التفاصيل في تصريحات للقناة الإسرائيلية 13، أن "رئيس الأركان اتخذ موقفاً حازماً للغاية.. للدفاع عن هذا الموقف، وشاركه في هذا الرأي أيضاً قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار".

جولة مفاوضات جديدة

وفي وقت سابق الخميس، أعلن وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، الخميس، انعقاد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الأحد المقبل، في مسقط، وسط حالة من التوتر وتحركات إقليمية ودولية تشير إلى تأهب عسكري.

اقرأ أيضاً

المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.. جولة مقررة الأحد وتأهب لخيار عسكري

قال مسؤول أمريكي إن الجولة القادمة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران ستنعقد الأحد في سلطنة عمان، وذلك وسط تأهب عسكري شمل إجلاء موظفين أمريكيين من المنطقة.

وقال ترمب في وقت سابق الخميس، إنه من المحتمل أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يقول إن هذه الضربة ستكون وشيكة، لكنها أمرٌ من الممكن جداً أن يحدث، محذراً في الوقت نفسه من نشوب صراع واسع النطاق.

وفي هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي رفيع للقناة 13: "نحن ننتظر لنرى ما سيحدث الأحد المقبل، فإذا كانت إجابة الإيرانيين غير مقبولة بالنسبة للأميركيين، فقد يتصاعد الحدث بسرعة كبيرة، بما في ذلك من جانبنا".

وسيلتقي المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عُمان، الأحد المقبل، لمناقشة رد طهران على مقترح واشنطن بشأن الاتفاق النووي. 

وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري، إلى أن هذا الاجتماع سيحدد ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستستمر، أو أن العملية العسكرية ستبدأ.

دعوة "غير اعتيادية"

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر، مساء الخميس، لبحث عدة قضايا منها ملف إيران.

وقال مسؤولون إسرائيليون لهيئة البث الإسرائيلية: "مستعدون لجميع السيناريوهات، وذلك في حال تم التوصل إلى اتفاق أو في حال لم يتم".

وأفادت هيئة البث بأن وزراء مجلس الوزراء الأمني المصغر تلقّوا دعوة "غير اعتيادية" لحضور إحاطة أمنية في مقر مجلس الأمن القومي، الأحد المقبل.

من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، عن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي قوله، إنه يعتقد أن تل أبيب لن تهاجم إيران دون موافقة واشنطن.

وأضاف هاكابي: "برأيي هذا السيناريو غير محتمل"، لكنه دعا إسرائيل لأن "تتخذ القرار بنفسها".

قلق أميركي

وأفاد "أكسيوس" نقلاً مسؤول أميركي ومصدر مطّلع بشكل مباشر على التفاصيل، بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، حذر سراً كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، من أن إيران قد تشن هجوماً واسع النطاق، ويتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا إذا قصفت إسرائيل منشآتها النووية.

وبينما تستعد إسرائيل لتنفيذ ضربة محتملة ضد إيران في حال فشل جولة المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، المقررة نهاية هذا الأسبوع، أطلق مبعوث ترمب تحذيراً بشأن ما قد يحدث بعد ذلك، قائلاً إن "رد إيران قد يفوق قدرات الدفاع الإسرائيلي، ويتسبب في أضرار جسيمة".

وتعهدت إيران أيضاً بضرب أهداف أميركية في المنطقة إذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم. وقامت الولايات المتحدة مؤخراً بسحب دبلوماسيين وعائلات عسكريين معرّضين للخطر من عدة مواقع في المنطقة.

وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الجيش الإسرائيلي "في حالة تأهب قصوى"، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينتظر الضوء الأخضر من ترمب للتحرك.

وعقد ويتكوف، الخميس الماضي، اجتماعاً مغلقاً مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن إيران ضم جيم ريش، وليندسي جراهام، وجون باراسو، وبيت ريكتس، بحسب مصدر مطلع.

وأبلغ ويتكوف أعضاء مجلس الشيوخ، أن الضربات العسكرية الإسرائيلية لا تزال خياراً مطروحاً في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، ثم تحدث عن قدرات إيران في مجال الصواريخ الباليستية، بحسب "أكسيوس".

وأعرب المبعوث الأميركي، عن قلق بلاده من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد لا تكون قادرة على التصدي لهجوم إيراني يشمل مئات الصواريخ، متوقعاً أن "يؤدي هجوماً كهذا إلى خسائر جماعية وأضرار جسيمة".

كما أبدى ويتكوف ذات المخاوف خلال خطاب ألقاه في نيويورك، الأربعاء، واصفاً ترسانة صواريخ إيران بأنها "تهديد وجودي" بحجم البرنامج النووي ذاته.

وبحسب تقديرات للاستخبارات الأميركية، تمتلك إيران نحو ألفي صاروخ باليستي، قادرة على حمل رؤوس حربية تزن أكثر من ألفي رطل (نحو 900 كجم)، ويمكن لكثير منها الوصول إلى إسرائيل.

ووفقاً لمسؤول أميركي، فإن إيران زادت إنتاجها من الصواريخ الباليستية منذ ضربتها السابقة على إسرائيل في أكتوبر 2024 إلى حوالي 50 صاروخاً شهرياً، بهدف تجاوز عدد صواريخ الاعتراض الدفاعية التي تمتلكها إسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك