إيران: المفاوضات النووية مع واشنطن أصبحت "بلا معنى".. وقرارنا بشأنها "لم يتضح بعد"

وزير الخارجية العماني يجري اتصالات مكثفة لاحتواء التصعيد

time reading iconدقائق القراءة - 5
فرق الإنقاذ الإيرانية تتعامل مع آثار القصف الإسرائيلي على أحد المباني السكنية في العاصمة طهران. 13 يونيو 2025 - via REUTERS
فرق الإنقاذ الإيرانية تتعامل مع آثار القصف الإسرائيلي على أحد المباني السكنية في العاصمة طهران. 13 يونيو 2025 - via REUTERS
القاهرة/ دبي -رويترزالشرق

اعتبرت الخارجية الإيرانية، السبت، أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة أصبحت "غير ذات معنى" بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق واسعة في إيران، مشيرة إلى أن القرار بشأن هذه المحادثات "لم يتضح بعد"، فيما يجري وزير الخارجية العماني، الذي تتوسط بلاده في المفاوضات، اتصالات مع عدد من نظرائه، لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري في المنطقة جراء الهجمات الإسرائيلية على إيران.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، قوله، السبت: "تصرف الطرف الآخر (الولايات المتحدة) بطريقة تجعل الحوار بلا معنى". وأضاف: "لا يمكنك ادعاء التفاوض وفي الوقت نفسه تقسم العمل بالسماح للنظام الصهيوني (إسرائيل) باستهداف الأراضي الإيرانية"، وفق تعبيره.

وقال إن إسرائيل "نجحت في التأثير" على العملية الدبلوماسية، وإن الهجوم الإسرائيلي "ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن".

واعتبر وزير الخارجية عباس عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع  مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، السبت، أن "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا في ظل استمرار وحشية (الكيان الصهيوني) غير مبرر"، وفق تعبيره، وتابع: "مصممون على استخدام حقنا المشروع في حماية شعبنا".

وأدان عراقجي، خلال الاتصال الهاتفي مع كالاس، حسبما نقلت وكالة أنباء "مهر"، "الإجراءات التي اتخذها (الكيان الصهيوني) في انتهاك سيادة إيران وسلامتها الإقليمية"، بما في ذلك الهجمات على المنشآت النووية والمناطق السكنية، وطالب بـ"رد فعل عالمي حازم وإدانة دولية للاعتداءات الإسرائيلية".

 كما وصف عراقجي القرار الأخير لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج طهران النووي، الذي تم طرحه بمشاركة دول الترويكا الأوروبية E3 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وأميركا، بأنه "ذريعة ومبرر للأعمال العدائية للكيان الصهيوني (إسرائيل) ضد المنشآت النووية الإيرانية"، حسبما قال.

واتهمت إيران، الولايات المتحدة، في وقت سابق، بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية، لكن واشنطن نفت هذا الادعاء وأبلغت طهران في مجلس الأمن الدولي، بأنه "من الحكمة التفاوض" بشأن برنامجها النووي.

وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية، الأحد، في مسقط، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستُعقد بعد الضربات الإسرائيلية.

تحركات عمانية لاحتواء التصعيد

وفي السياق، أجرى وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، اتصالات مع عدد من نظرائه، وذلك في إطار المساعي الدبلوماسية لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية، السبت، أن البوسعيدي "أجرى اتصالات بعدد من نظرائه بالدول الشقيقة والصديقة، أكد، خلالها، أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة لحقن الدماء ووقف التدمير وعدم سقوط المزيد من الضحايا، حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها وحماية للمصالح العليا لشعوبها".

وكان وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، حذر، الجمعة، من عواقب ونتائج "النهج العدواني"، داعياً مختلف الدول إلى "اتخاذ موقف واضح في إدانة الكيان الصهيوني والضغط عليه لوقف جرائمه في المنطقة"، حسبما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية.

اتهامات متبادلة

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صرح، الجمعة، أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء في هجماتها على إيران، مشيراً إلى أنه على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، "تحمل مسؤولياته في مواجهة التصرفات" الإسرائيلية.

وشنّت إيران، مساء الجمعة، ضربات انتقامية على أهداف إسرائيلية، رداً على هجوم إسرائيلي سابق في اليوم نفسه. 

وزعم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن بلاده "تحركت دفاعاً عن النفس"، متهماً إيران بـ"التحضير للحرب".

في المقابل، قال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن إسرائيل "تسعى لقتل العملية الدبلوماسية وتخريب المفاوضات ودفع المنطقة نحو صراع أوسع"، مضيفاً أن "تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الاعتداءات لا شك فيه".

وأضاف إيرواني خلال كلمته في المجلس: "على الداعمين لهذا الكيان، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، أن يدركوا أنهم متورطون بشكل مباشر، ويتحمّلون المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا العدوان من خلال دعمهم لهذه الجرائم".

وفي تطور مقلق، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، مجلس الأمن، أن منشأة التخصيب التجريبية فوق الأرض في نطنز قد دُمّرت بالكامل، مشيراً إلى أن إيران أفادت بتعرض منشآتها النووية في فوردو وأصفهان لهجمات كذلك.

وتنفي إيران أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص لأي شيء غير الأغراض المدنية، رافضة المزاعم الإسرائيلية بأنها تطور أسلحة نووية سراً.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لـ"رويترز"، إنه وفريقه كانوا على علم بالهجمات الإسرائيلية، لكنهم ما زالوا يعتقدون أن هناك مجالاً للتوصل إلى اتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك