
قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي جراهام، الثلاثاء، إن إسرائيل بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة لتدمير منشأة فوردو التي بُنيت أسفل جبل جنوبي العاصمة الإيرانية طهران، معتبراً أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن إنهاؤه عبر الدبلوماسية.
وذكر جراهام (جمهوري) لشبكة FOX NEWS، أن "شمس الطموحات النووية الإيرانية شارفت على الغروب، وإسرائيل بحاجة إلى مساعدتنا لتدمير فوردو، وهم بحاجة إلى مساعدتنا لاستكمال المهمة، وتدمير الموقع النووي الأخير تحت الأرض".
وأضاف: "سيتطلب ذلك، في رأيي، أسلحة لا تملكها إسرائيل، وربما عمليات عسكرية مشتركة".
ووصف جراهام مسألة تدمير البرنامج النووي الإيراني بأنه "حدث تاريخي للمنطقة وللعالم"، وقال: "هذا النظام لا يجب أن يمتلك، ولا يمكنه أبداً امتلاك سلاح نووي. ودونالد ترمب على وشك أن يضع نقطة النهاية لهذه المسألة".
وأشار إلى أن ترمب "يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن إنهاؤه عبر الدبلوماسية، فعبارة الاستسلام غير المشروط هي مصطلح يُستخدم غالباً في سياق الحروب"، في إشارة إلى دعوة ترمب لإيران إلى "استسلام غير مشروط".
وأضاف: "تحدثت إلى الرئيس الليلة الماضية، وأود أن أقول أنني سعيد جداً لأنه يتخذ هذا الموقف. إنه الشخص المناسب في الوقت المناسب. إنه هادئ، حازم، ومتزن، وأعتقد أنه قام بعمل رائع في التعامل مع هذا الصراع".
وفي تعليقه على منشور ترمب للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قال جراهام في منشور على "إكس": نصيحة للمرشد الأعلى، في عالم ترمب، عبارة في الوقت الحالي تتغير باستمرار".
مضيفاً: "أؤيد دعوة الرئيس ترمب، الاستسلام غير المشروط، فكلما انتهت هذه الحرب في وقت أقرب، كان ذلك أفضل للجميع".
وقال ترمب على منصة "تروث سوشيال"، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "تعلم أين يختبئ" المرشد الإيراني علي خامنئي، ووصفه بأنه "هدف سهل"، مضيفاً: "لن نقتله على الأقل في الوقت الحالي".
"مشكلة فوردو ستُحل"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت سابق الثلاثاء، إن المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، حيث تم حفر موقع التخصيب تحت جبل، هي مشكلة ستُحل "بالطبع".
وتتميز فوردو بـ"صلابة جيولوجية" تجعل قاعاتها "غير قابلة للاختراق" أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة.
وشيدت منشأة فوردو بشكل سري، إلى أن كُشف عنها في سبتمبر 2009 في لحظة مثيرة، حين رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السرية عن معلومات استخباراتية، أظهرت أن إيران أقامت منشأة سرية داخل جبل "لا تتسق مع برنامج سلمي".
أصبحت فوردو محوراً للجهود الدولية التي تهدف لتقييد البرنامج النووي الإيراني. وأسفرت هذه الضغوط عن تشديد العقوبات الأممية، وأفضت إلى التوصل لـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2015 مع القوى الكبرى، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.
وفي مقابل تخفيف العقوبات، وافقت إيران على تحويل فوردو إلى مركز أبحاث، وتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي فيها، ووقف التخصيب لمدة 15 عاماً، والسماح بآليات رقابية مشددة من قبل المفتشين الدوليين.
لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018 خلال ولاية دونالد ترمب الأولى. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران في رفع معدلات التخصيب.
وفي أعقاب انفجار وقع في منشأة نطنز عام 2021، اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف ورائه، وتسبب في تدمير قدرات التخصيب هناك، لتفعل طهران أجهزة الطرد المركزي في فوردو، وبدأت في تحويل مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى درجة نقاء تبلغ 60%.