تجنب قادة مجلس الشيوخ الأميركي، إجابات واضحة ومباشرة بشأن ما إذا كان الرئيس دونالد ترمب بحاجة إلى موافقة الكونجرس قبل اتخاذ أي تحرك عسكري ضد إيران، رغم تحركات تشريعية لمحاولة تقييد "صلاحيات الحرب" لدى الرئيس الأميركي، للحيلولة دون المشاركة مع إسرائيل في ضرب إيران.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن "الكونجرس لا يرغب في الظهور بصورة تشكك في قرارات الرئيس قبل أن يصدر أي أوامر بشن ضربات ضد طهران، خاصة في ظل الانقسام الداخلي الأميركي، إذ لا يثق الديمقراطيون في ترمب، فيما تتنامى الشكوك داخل الحزب الجمهوري بشأن التدخلات العسكرية الخارجية".
ويُقسّم الدستور الأميركي "صلاحيات الحرب" بين الكونجرس والرئيس. فالكونجرس وحده المخول بإعلان الحرب، وتخصيص موازنات التمويل العسكري، ومع ذلك، يبقى الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، جون ثيون (جمهوري من ساوث داكوتا)، عند سؤاله عما إذا كان ترمب يحتاج إلى موافقة الكونجرس لضرب إيران: "لقد جرت مناقشة هذه الأسئلة وتفسيرها قضائياً لفترة طويلة.. حول مدى صلاحيات الرئيس كقائد أعلى للجيش".
وأشار ثون، إلى أن الرئيس ترمب يمكنه من موقعه، دفع إيران لإنهاء برنامجها النووي. وأضاف: "يجب أن تكون نهاية المسار إنهاء البرنامج النووي الإيراني"، حسبما نقلت عنه شبكة FOX NEWS.
وتشهد الإدارة الأميركية حالياً، خلافاً داخلياً بشأن مسألة الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، إذ ترى القيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM، أن "المشاركة أمر صائب"، في حين يعارض آخرون، بمن فيهم مؤيدون لترمب، أي تدخل.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، الهجمات على إيران، يوم الجمعة الماضي، بهدف معلن هو القضاء على برنامجها النووي وبرامج الصواريخ الباليستية. وردت إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بهجمات صاروخية على إسرائيل.
تحركات ديمقراطية
زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، قال في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إنه "يعتقد أن الكونجرس ومجلس الشيوخ، والديمقراطيين لن يترددوا في استخدام سلطتهم حال دعت الحاجة (في منع ترمب)".
بدوره، قال السيناتور كوري بوكر (ديمقراطي من نيوجيرسي): "لقد تنازلنا لفترة طويلة عن صلاحيات الحرب للرؤساء، مما أدى إلى تقويض التفويض الدستوري الواضح".
في المقابل، يسعى السيناتور تيم كين (ديمقراطي من فيرجينيا)، إلى الحصول على دعم من نواب جمهوريين لمساندة مشروع قرار بشأن "صلاحيات الحرب" ومنع الرئيس من توجيه ضربة عسكرية لإيران، وبحسب "أكسيوس"، يبدو أنه "يحقق بعض التقدم".
وقال كين، إن "بعض الجمهوريين أخبروني أنهم على الأرجح سيصوتون لصالح القرار".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، طرح كين تشريعاً لمنع ترمب من استخدام القوة العسكرية دون تفويض من الكونجرس.
ويُمثّل هذا الإجراء، وفق الصحيفة، استناداً مباشراً إلى قرار صلاحيات الحرب، وهو قانون فيدرالي صدر في عام 1973، وكان الهدف منه تقييد سلطة الرئيس في الدخول في صراع مسلح دون موافقة الكونجرس.
وغالباً ما تكون قرارات "صلاحيات الحرب" رمزية أكثر منها عملية، بحسب الموقع الأميركي.
وترأس الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، اجتماعاً لفريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وأجرى اتصالاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تقارير تشير إلى تباين في وجهات النظر داخل الإدارة الأميركية بشأن الانخراط في الحرب الدائرة بين تل أبيب وطهران، وتوجيه ضربة محتملة لبرنامج إيران النووي.
ضوء جمهوري أخضر لصالح ترمب
وحتى لو أُقرت في مجلس الشيوخ الأميركي، فلا بد أن تمر عبر مجلس النواب الخاضع لسيطرة الجمهوريين. كما أن ترمب سيستخدم على الأرجح حق النقض (الفيتو)، مما يتطلب تصويتاً لتجاوزه في كلا المجلسين.
ورفض كل من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، روجر ويكر (جمهوري من مسيسيبي)، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، جيم ريش (جمهوري من أيداهو)، الإجابة عن أسئلة تتعلق بهذا الملف، واصفين الموضوع بأنه "حساس" و"شديد التعقيد".
لكن بعض الجمهوريين أعطوا الرئيس "الضوء الأخضر".
وقال السيناتور تيد كروز: "تاريخياً، لم يكن يُنظر إلى غارة جوية واحدة على أنها تتطلب تفويضاً من الكونجرس".
وعند سؤاله عما إذا كان الرئيس بحاجة إلى موافقة الكونجرس لتنفيذ ضربات ضد إيران، أجاب السيناتور ليندسي جراهام (جمهوري من ساوث كارولاينا) ببساطة: "لا".