قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، إن المساعدة العسكرية الأميركية "المباشرة" لإسرائيل ربما "تزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري"، وسط استمرار الضربات الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله إن "روسيا تحذّر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها". وأضاف أن "موسكو على اتصال بكل من تل أبيب وطهران".
وأوضح أن "هناك مسألة أخرى تتعلق بكيفية نظرتهم إلى الوضع في ما يتعلق بتقديم مساعدة عسكرية مباشرة لإسرائيل.. نحذر واشنطن من مثل هذه الخيارات، حتى وإن كانت تكهنات نظرية، فهذه ستكون خطوة من شأنها زعزعة استقرار الوضع برمته بشكل جذري".
وبشأن التدخل الأميركي المُحتمل في الصراع، قال ريابكوف: "الولايات المتحدة دائماً في طليعة جميع العمليات، ومن الصعب القول إنها لم تتدخل من قبل، ولكنه الآن سيكون بشكل صحيح".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت موسكو على تواصل مع إيران وإسرائيل لحل النزاع، قال ريابكوف: "نحن على تواصل مع كلا الجانبين.. هذا يحدث على المستويين العملي والسياسي".
ولم تتخذ الولايات المتحدة سوى إجراءات "غير مباشرة" في الصراع الحالي مع إيران، بما في ذلك المساعدة في اعتراض الصواريخ التي أُطلقت باتجاه إسرائيل.
العالم على "شفا كارثة"
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن العالم بات "على شفا كارثة" بسبب الضربات الإسرائيلية اليومية على البنية التحتية النووية الإيرانية.
وأضافت زاخاروفا في تصريحات لصحيفة "إزفيستيا" الروسية أنه "لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية في الصراع بين إيران وإسرائيل"، وفق ما أوردت وكالة الإعلام الروسية "ريا نوفوستي".
وتابعت: "إنهم يهاجمون المنشآت النووية والبنية التحتية المدنية السلمية. لا أقصد المنشآت العسكرية، بل تحديداً تلك المتعلقة بالتطوير السلمي للطاقة النووية. هذه لعبة مروعة ووحشية قد تؤدي، كما يتصور البعض، إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها. لكن هذا هو الرعب، إنها متوقعة تماماً. لذلك، بالطبع، هناك دائما فرصة للتوصل إلى تسوية سلمية، واستخدام الدبلوماسية.
مستعدون لـ"الوساطة"
وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا "أكدت قدرتها على لعب دور الوسيط في تسوية النزاع بين إيران وإسرائيل، إذ تُركز موسكو على إيجاد حل سياسي ودبلوماسي للخلافات".
وأردفت: "مستعدون لتقديم جهود الوساطة، لا سيما في الحوار حول البرنامج النووي الإيراني سلمي. وأكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل والمنظمة نفسها، مراراً على طابعه السلمي.. في الواقع، أثبتنا جدارتنا بهذه الصفة عندما أُبرم الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني".
بدوره، وصف مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، الوضع الحالي بين إسرائيل وإيران بأنه "حرج"، لافتاً إلى أن روسيا على تواصل مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية والإسرائيلية.
وقال الكرملين، الاثنين، إن روسيا مستعدة للعمل وسيطاً في النزاع بين إسرائيل وإيران، وإن اقتراحها السابق بتخزين اليورانيوم الإيراني في روسيا لا يزال مطروحاً على الطاولة.