أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً مسؤولين عسكريين أميركيين، الخميس، بأن إيران لا تزال تحتفظ بالأصول والقدرات البحرية التي تحتاجها لإغلاق مضيق هرمز، وسط استعدادت أميركية لأسوء السيناريوهات، وتجنب محاصرة أي سفينة تابعة لها في الخليج العربي.
وفي اجتماعات بالبيت الأبيض، شدد كبار المسؤولين العسكريين على ضرورة الاستعداد لاحتمال تنفيذ إيران هذه الخطوة، بعد أن هدد مسؤولون إيرانيون بنشر ألغام في المضيق إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجمات الإسرائيلية على البلاد، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويدرس مسؤولو وزارة الدفاع "البنتاجون" جميع الخطوات الإيرانية الانتقامية المحتملة، بينما يلمح الرئيس دونالد ترمب إلى احتمالية دخوله، لكنه قال، الأربعاء، إنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد.
وقال مسؤولون في البنتاجون إن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، واغتالت كبار الضباط، ودمرت العديد من صواريخ إيران الباليستية، رغم أن طهران لا تزال تمتلك مخزوناً من هذه الصواريخ
لكن إسرائيل تجنبت استهداف الأصول البحرية الإيرانية. لذا، فعلى الرغم من أن قدرة إيران على الرد قد تضررت بشدة، إلا أن لديها قوات بحرية قوية، بينما يبلغ قوام القوات الأميركية بالمنطقة حوالي 40 ألف جندي.
توزيع السفن الأميركية لتقليل المخاطر
وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من الألغام التي يمكن نشرها في مضيق هرمز، الذي يبلغ طوله 90 ميلاً، ويربط الخليج العربي بالمحيط، ويُعد طريقاً رئيسياً للشحن.
ويمر عبر المضيق ربع النفط العالمي، لذا فإن نشر ألغام في هذا الممر الاستراتيجي سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة.
وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى عزل كاسحات الألغام الأميركية داخل الخليج. وأشار مسؤولان دفاعيان، إلى أن البحرية الأميركية تدرس توزيع سفنها في الخليج لتقليل حجم المخاطر.
وتعهّدت إيران بأنه في حال تعرضت لهجوم من القوات الأميركية، فإنها سترد بقوة، ما قد يشعل دوامة من التصعيد.
وسبق أن نشرت إيران ألغاماً في مضيق هرمز في عام 1988 خلال حربها مع العراق، حين وضعت 150 لغماً في المضيق. وقد أصاب أحد الألغام الفرقاطة الأميركية المزودة بصواريخ موجهة USS Samuel B. Roberts، وكادت أن يغرقها.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية كيفن دونيجان إن "إيران قادرة على زرع ألغام في المضيق، وهي خطوة قد تدفع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف حملتها الجوية".
ويرى دونيجان، أن "مثل هذا التحرك من المرجح أن يستدعي رداً عسكرياً أميركياً ضخماً، ويزيد من تدمير اقتصاد إيران المنهك أصلاً".
وقال: "نشر الألغام يضر بإيران أيضاً، وسيؤثر على دخلها من النفط الذي تبيعه للصين"، مضيفاً: "لكن في الوقت الحالي، يبدو أن القيادة الإيرانية أكثر اهتماماً ببقاء النظام، وهذا ما يوجه قراراتها".
ويقول المسؤولون العسكريون والمحللون، إن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة تظل أكبر تهديد للقواعد والمنشآت الأميركية في المنطقة.
وقال دونيجان: "ستكون هذه من الطرازات ذات المدى القصيرة، وليست من النوع الذي أطلقوه على إسرائيل.. ولا تزال تلك القدرات الإيرانية قائمة". كما عبّر دونيجان عن قلقه من احتمال أن يهاجم "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، القوات الأميركية.
وتستطيع إيران جعل الأمر مكلفاً وخطيراً بالنسبة للبحرية الأميركية التي قد تضطر إلى تنفيذ عملية تطهير الألغام في مضيق هرمز وقد تستمر لأسابيع، وفقاً لضابط سابق في البحرية، كان على متن كاسحة ألغام في الخليج.
وذكر الضابط السابق وضباط آخرون، أن تطهير المضيق قد يعرض البحارة الأميركيين للخطر بشكل مباشر.
أبرز ألغام إيران البحرية
ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، تحتفظ إيران بأنواع مختلفة من الألغام البحرية، منها ألغام "ليمبت" الصغيرة والتي يثبتها سباحون على هيكل السفينة وتنفجر عادة بعد فترة زمنية محددة.
كما تمتلك إيران ألغاماً أكبر وتنفجر عند ملامستها للسفن، وتطلق قوة تفجيرية تعادل مئات الأرطال من المتفجرات.
أما الألغام الأكثر تطوراً فتعرف باسم "الألغام القاعية" التي توضع في قاع البحر، وتستخدم مجموعة من الحساسات لتحديد قرب السفن والانفجار بقوة هائلة عند مرورها.
وتملك البحرية الأميركية 4 كاسحات ألغام في الخليج، كل منها على متنها 100 بحار، ويتمركزون في البحرين، ومدربون على التعامل مع الأخطار تحت الماء.
وفي حال نشرت إيران ألغاماً في مضيق هرمز أو في مناطق أخرى من الخليج، فإن وحدة بحرية صغيرة متمركزة في البحرين تُعرف باسم "قوة المهام 56" ستتولى الرد.
ويقود هذه القوة عادةً ضابط خبير في تفكيك المتفجرات، وتستفيد من تقنيات مثل المركبات الذاتية تحت الماء، التي تمسح قاع البحر باستخدام السونار.