
قالت شركتان لتتبع السفن لوكالة "رويترز"، الخميس، إن إيران تحافظ على إمدادات النفط الخام من خلال تحميل الناقلات واحدة تلو الأخرى وتنقل مخزون النفط العائم إلى مكان قريب من الصين، إذ تسعى طهران إلى الحفاظ على مصدر رئيسي للإيرادات في خضم تعرضها لهجوم من إسرائيل.
وتشكل الحرب بين إيران وإسرائيل عقبة جديدة أمام طهران، التي تستخدم أسطول ظل من الناقلات لإخفاء مصدرها، بسبب العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها في 2018 بسبب برنامجها النووي.
وتتجه صادرات النفط الخام من إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إلى الصين بشكل أساسي. وقالت شركتا تتبع السفن، إن الحمولات لم تتأثر حتى الآن إلى حد كبير بالصراع مع إسرائيل.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن شركة "كبلر" للتحليلات، أن إيران حمّلت 2.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام حتى الآن هذا الأسبوع، مسجلة أعلى مستوى في 5 أسابيع.
واستُهدفت البنية التحتية للطاقة في كلا البلدين في تبادل لإطلاق الصواريخ، بما في ذلك مصفاة حيفا لتكرير النفط في إسرائيل، وحقل بارس الجنوبي الإيراني للغاز، على الرغم من نجاة منشأة تصدير الخام الإيرانية الرئيسية في جزيرة خرج حتى الآن.
وقال هومايون فلكشاي رئيس قسم تحليلات النفط الخام لدى كبلر، إن جميع عمليات التحميل من جزيرة خرج هذا الأسبوع تمت من الرصيف الشرقي للموقع.
وتقع جزيرة خرج في عمق الخليج، على بعد حوالي 30 كيلومتراً قبالة الساحل الجنوبي الغربي لإيران.
وقال فلكشاي: "ربما تعتقد شركة النفط الوطنية الإيرانية أن ذلك الرصيف أقل خطورة من الرصيف الرئيسي الآخر الواقع على الجانب الغربي، في المياه المفتوحة".
وتقترب ناقلات النفط الكبيرة الآن من جزيرة خرج واحدة تلو الأخرى، تاركة الرصيف الثاني على الجانب الغربي من الجزيرة دون استخدامه لعدة أيام، مع وجود ما بين 15 و16 ناقلة نفط إيرانية أخرى منتشرة في منطقة الخليج الأوسع.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، الثلاثاء، إن صادرات النفط الإيراني ثابتة حتى الآن هذا العام عند حوالي 1.7 مليون برميل يومياً على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على العملاء الصينيين منذ مارس الماضي.
وقالت شركة "فورتيكسا" لتتبع السفن لـ"رويترز"، إن إيران نقلت جزءاً من أسطول مخزونها العائم البالغ 40 مليون برميل، والذي يضم 36 سفينة مختلفة، إلى مكان أقرب بكثير من الصين لتقليل تأثير أي اضطرابات على المشترين.
وأضافت، أن حوالي 10 ناقلات، تحمل حوالي 8 ملايين برميل من الخام الإيراني، تتمركز الآن مباشرة قبالة سواحل الصين، منتقلة من منطقة سنغافورة حيث يوجد 20 مليون برميل آخر.
وذكرت الشركة، أن 12 مليون برميل المتبقي كانت موجودة في الخليج في بداية الشهر، لكن موقعها الحالي غير واضح.
ويسمح وجود مخزون عائم للناقلات بتحميل النفط الخام دون وجود وجهة ثابتة فورية للتوجه إليها.
وقالت إيما لي، كبيرة محللي السوق الصينية لدى فورتيكسا: "تنقل إيران هذه البراميل شرقاً حتى دون أوامر ثابتة لوضع البراميل بشكل استراتيجي بالقرب من المشترين النهائيين، في وقت تتزايد فيه المخاطر الجيوسياسية".
وذكرت "فورتيكسا"، أن نقل البراميل قرب الصين من شأنه تعويض تأثير ما يصل إلى أسبوعين من تعطل الشحنات الإيرانية.