أول مفاوضات منذ حرب إيران وإسرائيل.. "الترويكا" الأوروبية تجتمع مع عراقجي في جنيف

وزير الخارجية الإيراني: لا محادثات مع أميركا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية

time reading iconدقائق القراءة - 6
العلم الإيراني خارج البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سويسرا. 20 يونيو 2025 - Reuters
العلم الإيراني خارج البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، سويسرا. 20 يونيو 2025 - Reuters
جنيف/دبيرويترزالشرق

في أول مفاوضات منذ اندلاع حرب إيران وإسرائيل، يلتقي وزراء خارجية أوروبيون بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، بهدف إيجاد مسار للعودة إلى الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة المشاركة في القصف الجوي الإسرائيلي على إيران.

وتحدث وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع عراقجي هذا الأسبوع، كما أنهم ينسقون مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

وفي مكالمة نادرة، أكدوا لعراقجي على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب المزيد من التصعيد. وبناء على اقتراح إيران، وافق الجانبان على الاجتماع وجها لوجه.

وتعقد المحادثات في جنيف، حيث جرى التوصل في 2013 إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق شامل في 2015.

وتأتي المحادثات بعد انهيار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة عندما أطلقت إسرائيل ما أسمتها عملية "الأسد الصاعد" واستهدفت منشآت نووية وقدرات صنع صواريخ باليستية في إيران في 13 يونيو.

تفادي السيناريو الأسوأ

وقال دبلوماسي أوروبي: "لا يستطيع الإيرانيون الجلوس مع الأميركيين بينما نستطيع نحن.. سنقول لهم أن يعودوا إلى الطاولة لمناقشة القضية النووية قبل (وقوع) السيناريو الأسوأ، وسنتطرق إلى مخاوفنا بشأن صواريخها الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها لمواطنينا".

وشعرت القوى الأوروبية، التي لم تشارك في مفاوضات الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، بالإحباط المتزايد من استراتيجية التفاوض الأميركية في المحادثات. واعتبروا أن بعض المطالب غير واقعية، في الوقت الذي يخشون فيه وجود إطار سياسي أولي ضعيف من شأنه أن يؤدي إلى مفاوضات دون نهاية واضحة.

وقال دبلوماسيان إن ليس هناك توقعات كبيرة بحدوث انفراجة في جنيف، حيث ستحضر كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي المحادثات أيضاً. لكنهما قالا إن من الضروري الانخراط في محادثات مع إيران لأنه بمجرد توقف الحرب، سيظل برنامجها النووي دون حل، إذ سيكون من المستحيل القضاء على المعرفة التي اكتسبتها إيران، مما يجعلها قادرة على إعادة بناء برنامجها سراً.

إيران والمفاوضات

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن بلاده ليست مستعدة لإجراء محادثات مع أي جهة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي: "بعد مقاومتنا لإسرائيل، أعتقد أن الدول ستنأى بنفسها عن هذا العدوان"، مشدداً على أن  إيران لا تستهدف أبداً المناطق المدنية خاصة المستشفيات على عكس إسرائيل التي استهدفت مستشفيات غزة "عمداً".

وشدد على أنه لا "مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

وطالب وزير الخارجية الإيراني في ردّه على الهجوم الإسرائيلي على مفاعل الماء الثقيل في أراك، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يعقد جلسة الجمعة، بأن يحافظ على قراره رقم 487 ويقوم بتنفيذه.

وقال عراقجي على "إكس" إن هذا القرار صدر عام 1981 رداً على الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية في العراق، وينص على أن أي هجوم عسكري على منشأة نووية يُعتبر هجوماً على نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو بالتالي هجوم على معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).

وقال مسؤول إيراني إن طهران ترحب دائماً بالدبلوماسية، لكنه حث الترويكا الأوروبية على استخدام جميع الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على بلاده.

وأضاف المسؤول: "لا تزال إيران ملتزمة بالدبلوماسية باعتبارها الطريق الوحيد لحل النزاعات، لكن الدبلوماسية تتعرض للهجوم".

فرصة للدبلوماسية

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن هناك فرصة للدبلوماسية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بعد أن عقد محادثات في واشنطن مع روبيو والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.

وتابع قائلاً على إكس: "ناقشنا كيف يمكن لإبرام اتفاق أن يفضي إلى تجنب تفاقم الصراع. هناك فرصة سانحة خلال الأسبوعين المقبلين للتوصل لحل دبلوماسي" في إشارة إلى إعلان البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيمهل الموقف أسبوعين قبل اتخاذ قرار بالانضمام لإسرائيل في الهجمات على إيران.

اقرأ أيضاً

ترمب يرى "فرصة كبيرة" للدبلوماسية مع إيران.. وقرار الحرب خلال أسبوعين

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتخذ قراره بشأن مهاجمة إيران خلال مدة أسبوعين.

وقبل الضربات الإسرائيلية، تقدمت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة بقرار وافق عليه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، والذي أعلن أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بعدم الانتشار النووي.

وفي إطار قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر، قال مسؤولون أوروبيون إنهم قد يحيلون ملف طهران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من الصيف لزيادة الضغط عليها إذا لم يحدث تقدم في المحادثات النووية.

وهذا الإجراء منفصل عن إعادة فرض هذه الدول عقوبات الأمم المتحدة، بموجب آلية لإعادة فرض العقوبات تلقائيا، قبل 18 أكتوبر عندما ينقضي أجل اتفاق 2015 النووي.

والأوروبيون هم الوحيدون القادرون على إطلاق آلية إعادة فرض العقوبات. وقال دبلوماسيون إن دول الترويكا كانت تعتزم تحديد موعد نهائي في نهاية أغسطس لإطلاقها.

وقال المسؤول الإيراني "أكدت إيران مرارا أن إطلاق آلية إعادة فرض العقوبات ستكون له عواقب وخيمة".

تصنيفات

قصص قد تهمك