جوتيريش يدعو إلى منح السلام فرصة في الصراع بين إسرائيل وإيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الصراع بين إسرائيل وإيران، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة. 20 يونيو 2025 - Reuters
أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الصراع بين إسرائيل وإيران، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة. 20 يونيو 2025 - Reuters
نيويورك-رويترز

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، من أن اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني ربما يشعل فتيل حرب لا يمكن السيطرة عليها، داعياً طرفي الصراع والأطراف المحتملة الأخرى إلى "إعطاء السلام فرصة"، وسط قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من "التدهور الحاد" في السلامة والأمن النوويين.

أدلى جوتيريش بهذه التعليقات أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بينما كان وزراء خارجية بالاتحاد الأوروبي يلتقون بنظيرهم الإيراني الجمعة، في محاولة لاختبار مدى استعداد طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد، رغم ضآلة احتمالات توقف إسرائيل عن هجماتها قريباً.

وأضاف الأمين العام في كلمته، أن "اتساع رقعة هذا الصراع قد تشعل ناراً لا يستطيع أحد السيطرة عليها.. يجب ألا ندع هذا يحدث".

وأضاف: "نحن لا ننجرف نحو أزمة، بل نتسابق نحوها. نحن لا نشهد حوادث معزولة، بل نحن في طريقنا نحو الفوضى".

واعتبر جوتيريش، أن "المسألة المحورية في هذا الصراع هي المسألة النووية"، مشدداً على وجوب أن "تحترم إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، مشيراً إلى أن طهران صرحت مراراً بأنها "لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية".

وذكر أن "السبيل الوحيد لسد فجوة الثقة هو من خلال الدبلوماسية لإيجاد حل موثوق وشامل وقابل للتحقق، بما في ذلك الوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفاً أنه "لكي يتحقق كل ذلك، أدعو إلى إنهاء القتال، والعودة إلى مفاوضات جادة".

وحث أمين عام الأمم المتحدة، المجتمع الدولي على "التكاتف خلف المسار الوحيد القادر على تحقيق سلام دائم وهو الدبلوماسية القائمة على القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر يزداد أهمية في ظل الأهوال المتفشية في غزة"، في إشارة إلى التداعيات الإنسانية للحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر 2023.

وختم الأمين العام للأمم المتحدة كلمته بالقول: "الأمر الوحيد المتوقع هو أن عواقب استمرار هذا الصراع لا يمكن التنبؤ بها. دعونا لا نسترجع هذه اللحظة الحاسمة بأسف. دعونا نتحرك، بمسؤولية ومعاً، لإنقاذ المنطقة وعالمنا من حافة الهاوية".

قلق من "تدهور حاد" في الأمن النووي

من جهته، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في كلمة له أمام مجلس الأمن، من أن الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية في إيران قد تسببت في "تدهور حاد في السلامة والأمن النوويين".

وقال: "على الرغم من أنها لم تؤد حتى الآن إلى انبعاث إشعاعي يؤثر على الجمهور إلا أن هناك خطراً من أن يحدث ذلك"، مؤكداً أن الوكالة تتابع الوضع منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو الجاري، وشدد على أنها "مستعدة للاستجابة لأي طارئ نووي أو إشعاعي".

وأشار جروسي، إلى استخدام إسرائيل لذخائر خارقة للأرض في عدة منشآت، ما أدى إلى "أضرار هيكلية"، مبيناً أن "عدة دول في المنطقة اتصلت بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في الساعات الأخيرة للتعبير عن قلقها".

وحذر جروسي من الضربات المحتملة على محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران، وقال، إن "الضربة المباشرة، أو إلحاق الضرر بإمدادها بالطاقة، يمكن أن يؤدي إلى انبعاث إشعاعي كبير يتطلب عمليات إجلاء وإجراءات طوارئ أخرى".

كما أثار مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مخاوف بشأن "خطر الضربات على المنشآت النووية في المناطق المكتظة بالسكان مثل طهران، والتي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة".

وجدد جروسي التأكيد على "التزام الوكالة بالبقاء في إيران، واستئناف عمليات التفتيش بمجرد أن تسمح الظروف بذلك"، مشيراً إلى أن "الهجمات المسلحة على المواقع النووية يجب ألا تحدث أبداً"، محذراً من "عواقب وخيمة داخل المنطقة وخارجها".

وأضاف: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي"، داعياً أعضاء مجلس الأمن لـ"دعم الجهود الرامية إلى استعادة عمليات التفتيش، وحماية البنية التحتية النووية".

وحث جروسي المجتمع الدولي على "عدم تفويت فرصة السلام، وأن الحل الدبلوماسي في متناول اليد، والبديل هو صراع طويل الأمد، وتهديد وشيك بالانتشار النووي".

ويقول خبراء لوكالة "رويترز"، إن الهجمات الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية لم تشكل حتى الآن سوى مخاطر محدودة فيما يتعلق بالتلوث الإشعاعي، لكنهم يحذرون من أن أي هجوم على محطة بوشهر النووية قد يتسبب في كارثة.

وتقول إسرائيل إنها عازمة على تدمير قدرات إيران النووية، لكنها تريد تجنب أي كارثة نووية في المنطقة.

وبوشهر هي المحطة الوحيدة العاملة في إيران لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، وتستخدم وقوداً روسياً تستعيده موسكو بعد استهلاكه للحد من مخاطر الانتشار النووي.

وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه قصف منشأة بوشهر التي بنتها روسيا، لكنه أعلن لاحقاً أن هذا التصريح صدر عن طريق الخطأ.

تصنيفات

قصص قد تهمك